الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قول "أنا منفصل" ليس صريحًا في الطلاق

السؤال

شخص كثير التفكير في الطلاق, والحلف بالطلاق, وهذه الأفكار كثيرة جدًّا في أحاديث النفس, وقد كنت يومًا من الأيام أتخيل أني أكلم شخصًا, وحدثتني نفسي - لوجود هذا الابتلاء في نفسي – بقولي: "أنا منفصل" - مجرد حديث نفس - وراودتني شكوك حول التلفظ, هل تلفظت أم لا؟ مع العلم أني أقول حديث نفس, ولم أسمع صوتًا, وأحيانًا أقول: لا, أنا تلفظت, وأصبحت في دوامة, والسبب الذي جعلني أشك هو وجود لقمة أكل في فمي, مع حركة اللسان للمضغ, ولكني خفت أن أكون قد تلفظت - وقد لا أكون تلفظت, والله العالم – وقد حاولت أن أعيد الحركة, هل أجد صوتًا؟ فأقول: لا, لا يوجد صوت, وأحيانًا أصاب بحزن وخوف.
السؤال الأول: قلت: "أنا منفصل" عن طريق حديث النفس والتخيلات, مع الشك بالتلفظ, ولست متأكدًا أصدر صوت أم لا, فهل كلمة "منفصل" من الكنايات أم من الصريح؟
والسؤال الثاني: لو قال شخص: "أنا منفصل" وهو بالأصل غير ذلك, بل متزوج, فما الحكم في ذلك - بارك الله فيكم -؟ لأني قرأت فتاوى من مواقع أخرى - على سبيل المثال إسلام ويب -: (فإذا كان قصد الرجل بقول: "أنا مطلق" الكذب فلا يلزمه شيء؛ إذ لم ينو الطلاق، قال الخرقي: ولو قيل له: ألك امرأة؟ فقال: لا، وأراد به الكذب لم يلزمه شيء, قال شارحه ابن قدامة: إنما لم يلزمه إذا أراد الكذب؛ لأن قوله: مالي امرأة كناية تفتقر إلى نية الطلاق, وإذا نوى الكذب فما نوى الطلاق فلم يقع. انتهى. وقال ابن عابدين في رد المحتار: ولو أخبر بالطلاق كاذبًا لا يقع ديانة, بخلاف الهازل) فما معنى "ديانة بخلاف الهازل" هل معناه أنه لا يقع لأنه يختلف عن الهزل أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته مجرد وساوس لا يقع بها الطلاق، فقولك: "أنا منفصل" ليس صريحًا في الطلاق، ولو أنك تشك في التلفظ بالصريح لم يقع الطلاق بذلك؛ لأن الأصل بقاء النكاح فلا يزول بالشك، فأعرض عن هذه الوساوس جملة وتفصيلًا, واحذر من التمادي معها فإن عواقبها وخيمة، وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى أرقام: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.

وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني