الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التطهر من انفلات الريح والإفرازات

السؤال

أتمنى منكم أن تفيدوني بإجابة مفصلة لسؤالي.
أنا فتاة أصبت بداء كثرة الغازات، وتقريبا شيء يشبه سلس البول, نتيجة ما يقارب أربع سنوات أو أكثر من الضغط على منطقة الفرج. والسبب هو أنني مصابة بالوسواس القهري في الصلاة والطهارة, فنتج عن ذلك خوف من نزول البول، ونزول الغازات، مما جعلني أقبض فرجي دائما خوفا من نزولهما. وكان للاستنجاء المتعدد في اليوم والمبالغ فيه لكل صلاة دور في تفاقم الأمر .
سؤالي هو: كيف أصلي الآن؟ هل أصلي على حالتي، مع العلم أنني أتوضأ وأستنجي لكل صلاة, وفي هذا الأمر حرج علي؛ لأني أراه يزيد الأمر تعقيدا, إلا صلاة العشاء فأنا أقوم بتأخير المغرب, وأصلي العشاء بعد ذلك بنفس الوضوء الذي توضأت به للمغرب.
فهل في فعلي خطأ؟ كما أنني أعاني عند الوضوء من نزول الغازات. فهل أتوضأ مع نزولها أم أنتظر. وهل يجب علي في الصلاة إمساك الغازات, مع العلم أن هذا الأمر يزيد حركتي في الصلاة، ويجعلني أقوم بحركات لا يحبذ أحد فعلها أمام الناس، كما أن شدة القبض أدت إلى نزول بعض الإفرازات، فأصبحت لا أعلم هل هذه الإفرازات مني؛ لأنني قرأت أن المني ينزل من القبض أيضا, فأصبحت في بعض الأحيان أغتسل في اليوم مرتين أم هل هي ودي نزل؛ لأني أحبس البول. أفتوني في أمري.
جزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما الوساوس فلا علاج لها أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فعليك بهذا الدواء، فلا تلتفتي البتة لما يعرض لك من الوساوس؛ وانظري الفتوى رقم: 51601 ورقم: 134196.

وأما ما تذكرينه من أمر الغازات، فإن كان وهما لا حقيقة له، فلا تعيريه اهتماما كما ذكرنا، وإن كنت موقنة يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه بخروج هذه الغازات، وكان الحال ما ذكرت، فحكمك حكم صاحب السلس، فيجب عليك أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها في قول الجمهور، وإذا كان هذا يضر بك ويؤدي إلى زيادة الوسواس، فلا نرى حرجا في أن تعملي بقول المالكية في أن الحدث الدائم لا ينقض الوضوء، وعليه فلا يلزمك الوضوء من هذه الغازات، وقد بينا في الفتوى رقم: 181305 أن للموسوس الترخص بما تدعو إليه حاجته من أقوال العلماء.

وأما هذه الإفرازات فليست منيا، فلا يلزمك الاغتسال لخروجها، وقد بينا صفة مني المرأة والعلامات المميزة له في فتاوى كثيرة؛ وانظري الفتوى رقم: 128091 وإن شككت في الخارج هل هو مني أو غيره، فلا يلزمك الغسل، بل تتخيرين فتجعلين له حكم ما شئت على ما ذكرناه في الفتوى رقم: 158767.

أما خروج الريح وحده فلا يشرع له الاستنجاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني