السؤال
أعاني من الخجل, فليس لي أصدقاء مقربون, ولكن زملاء من بعيد, أحبهم وأعلم أنهم يحبونني, وهم صحبتي في مكتب التحفيظ, والخجل يعطلني كثيرًا عن طلب العلم, ويوقعني في كبائر الذنوب أيضًا, فأنا لا أصل رحمي؛ لأنني لم أعتد زيارة أحد, ولكني أحبهم وأدعو لهم, وهم يعرفون مني ذلك, وإخوتي مثلي, وأمي مطلقة, ونحن نزورها يوميًا تقريبًا, وهي خجولة مثلنا, ولكنها تملك القدرة على التحدث مع الناس ومجاملتهم أكثر منا, وأصيبت بمرض الوسواس القهري - أظنه بالوراثة - إلى جانب تأثير الخجل عليها نراها تكلم نفسها, وتشك في غيرها, ولا نستطيع أن نفعل لها شيئًا, وقد حاولنا علاجها أكثر من مرة ولكنها تعاند, فتذهب للطبيب وترمي العلاج دون علمنا, وعندما كنا نصارحها بذلك كانت تغضب غضبًا شديدًا - كان هذا قبل الطلاق وبعده - والذي نفعله معها الآن أننا نطحن "برشام" الدواء (أولازين ) ونضعه في مشروب اللبن الذي نشربه معها أسبوعيًا, وأنا الآن مكلفة بشغل البيت, وأشعر بالعجز, فلا أستطيع أن أوفيه, وأنا مقصرة في حفظ القرآن, ومقصرة في عمل المنزل, ولا أستطيع التوفيق بينهما, وآمل أن أطلب العلم الشرعي, ولا أصل رحمي, وبنات خالي يسكنّ في البيت الذي تسكن فيه أمي, وهي لطبيعة مرضها تشك فيهن أنهن عملن لها سحرًا, وأمي تغلق على نفسها بابها, ولا تحب أن رؤيتهن, وهن كذلك يجتنبنها, وأمي تظل سهرانة طول الليل تسبهن وتشتمهن, لكنها مريضة, وهذا ليس بإرادتها, وبنات عمي يسكنّ بعيدًا عنا, وهن أكبر منا سنًّا, فأصغرهن أكبر مني بحوالي 16 سنة, وبنت عمتي كذلك, ونحن نحب عمتي وخالتي, ونزورهما بين الحين والحين, وبعد أن أرتديت النقاب صرت أخاف أن أزور عمتي, فهي كبيرة في السن, وتخاف من المنتقبات, وزوج عمتي لسانه فظيع, ولن أحتمل ما يقوله لي بعد ارتداء النقاب, وخالتي لا تزورنا خوفًا على مشاعر أمي, فكيف أتخلص من الخجل؟ وكيف أبر والدتي ووالدي؟ وكيف أصل رحمي؟
آسفة للإطالة, وأسألكم الدعاء لي ولأمثالي.