الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قتلة الحسين في ميزان أهل الحديث

السؤال

نحن نعلم أن ابن تيمية يقول: (لعنة الله على من قتل الحسين, وعلى من أعان على قتله, وعلى من رضي بقتله) فإذا كانوا يلعنونهم فكيف يوثقون رواياتهم؟ أليست لعنة الله تعني: أنهم منافقون كذابون كافرون لا يقبل حديثهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الحسين - رضي الله عنه - قُتِل مظلومًا شهِيدًا، وقتَلَتُه ظالمون متعدُّون .. اهـ.
وقال في موضع آخر: من قتل الحسين, أو أعان على قتله, أو رضي بذلك, فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين؛ لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا. اهـ.

ورواية من هذه حاله غير مقبولة؛ لأنه ليس بعدل، والعدالة شرط في قبول الرواية, وراجع للفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 53296، 11055، 108089، 175803.

وقد صرح الأئمة برد رواية قاتل الحسين - رضي الله عنه - قال ابن أبي خيثمة في تاريخه: سمعت يحيى بن معين يقول: عمر بن سعد بن أبي وقاص كوفي, يريد أنه نزل الكوفة, قلت له: ثقة؟ قال: كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟! اهـ.
وقال الذهبي في ترجمة عمر هذا من ميزان الاعتدال: هو في نفسه غير متهم، لكنه باشر قتال الحسين وفعل الافاعيل, ... وقال أحمد بن زهير: سألت ابن معين أعمر بن سعد ثقة؟ فقال: كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟!. اهـ.
وقال في ترجمة شمر بن ذي الجوشن من ميزان الاعتدال: ليس بأهل للرواية؛ فإنه أحد قتلة الحسين - رضي الله عنه -. اهـ. وراجع الفتوى رقم: 93461.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني