الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتصرف الزوجة مع زوجها المتهاون في التعامل مع الأجنبيات

السؤال

أنا وزوجي على خلاف هذه الأيام؛ لأنه أصبح يتمادى في بعض التصرفات, وحين أبدي رفضي يغضب عليّ, ولا يكلمني إلا حين يريد الأكل, وكأنني خادمة له فقط, فهو يريد أن يكون حرًّا: يتحدث مع من شاء من السيدات, ويقوم بمساعدتهن, وحمل الأغراض عنهن, وإيصالهن إلى بيوتهن, وهو كذلك يحلق شعره في أماكن الحلاقة المختلطة, وتقوم سيدة بذلك, ويبرر ذلك بأنها الوحيدة التي تعرف كيفية تصفيف شعره؛ لأنه زبون لها منذ سنوات, وهو يصلي ويقرأ القرآن, ولكنه يرفض أي حوار بالدين, ويفهمني أنني إنسانة رجعية, ولا أستحق العيش في فرنسا, وأن نيته سليمة دائمًا, ولا يفكر في أمور قبيحة مثلي, وحين نذهب إلى البلاد يقوم بإيصال أي سيدة في الطريق - سواء كانت صغيرة أو كبيرة – ويقول: إن ذلك من باب الإحسان, سئمت من تصرفاته, وتيقنت أنه لن يتغير أبدًا, فمن المذنب في هذا الموضوع؟ وما الحل؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال - كما ذكرت - من تهاون زوجك في التعامل مع النساء الأجنبيات؛ حتى أنه لا يرى بأسًا بقيام المرأة الأجنبية بتصفيف شعره, وعدم قبوله نصحك, بل رميك بالرجعية جراء ذلك، فهذا دليل على رقة دينه, وقلة علمه بحدود الشرع؛ فعليك نصحه برفق وحكمة, وإطلاعه على كلام أهل العلم في بيان حدود الشرع في التعامل بين الرجال والنساء الأجنبيات, وخطر التساهل في ذلك، واحرصي على الأخذ بيده إلى طريق الطاعة والاستقامة, بتشجيعه على حضور مجالس العلم, وحثه على مصاحبة الصالحين, والتعاون معه على أداء الطاعات، واحذري من الإغلاظ في الكلام, وكثرة الجدال مع زوجك, فذلك يفتح الباب للشيطان ليفسد بينك وبين زوجك, ويصدّه عن قبول النصح، واستعيني بالله, واحرصي على حسن التبعّل لزوجك وطيب معاشرته، والدعاء له بظهر الغيب فإنّ الله قريب مجيب.

وننبه إلى أنّ الإقامة في بلاد الكفار تنطوي على كثير من المخاطر على الدين والأخلاق، فينبغي على المسلم أن يحرص على الإقامة في بلاد المسلمين ما وجد إلى ذلك سبيلًا، وراجعي الفتوى رقم: 2007.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني