الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يسوغ طلب الطلاق لأجل الأمور المذكورة في السؤال

السؤال

قد بعثت لكم رسالة قبل هذا عن ‏الذي تقدم لي، وهو مطلق، ولديه ابن، ‏وأبوه مسجون. وقد أشرتم علي بأن ‏أقبله حتى لا آخذه بذنب أبيه، وقد تم ‏وكتبت كتابي، لكني الآن لا أريد أن ‏أواصل معه؛ لأنني لا أشعر براحة ‏نفسية حين يذهب ليزور ابنه، كما أن ‏الوضع الاجتماعي غير متلائم البتة. ‏فكيف آخذ شابا والده في السجن، كما أنه مطلق ولديه ابن! مع ‏العلم أنني في العشرين من عمري، ‏وأن أمامي فرصا كثيرة. هل لأنني ‏تسرعت؟ واذا طلبت الانفصال هل ‏هذا حرام أم حلال؟
بالله عليكم أفيدوني؛ ‏لأنني في أمس الحاجة لمعرفة ماذا ‏أفعل؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز للمرأة طلب الطلاق أو الخلع من زوجها لغير مسوغ شرعي، وما ذكرت من كونه مطلقا، أو له ابن من زواج سابق، أو أن والده في السجن و....الخ لا يبيح لك شيئا من ذلك. ولكن إذا كرهت البقاء في عصمته، وخشيت التفريط في حقه، جاز لك طلب فراقه في مقابل عوض تدفعينه إليه، وهو ما يسمى في الشرع بالخلع؛ وراجعي فيه الفتوى رقم: 8649 .

وفي الختام ننبه إلى أمرين:

الأول: التريث والنظر في أمر الانفصال بعين فاحصة، بحيث تتبينين ما هو أصلح لك، فقد لا تكون المصلحة في الفراق دائما.

الثاني: لا حرج على الزوج في زيارة ابنه وتعاهده، وهو له حق على أبيه بحيث يتعاهده بالرعاية والتوجيه وتفقد أحواله. وعلى وجه العموم للزوج الحق في الخروج والسفر في مصالحه من غير تفريط في حقوق زوجته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني