الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وعد فتاة بالزواج وأبواه يرفضان

السؤال

وعدت فتاة بالزواج منها، وأنا صادق فيما وعدت، ولكن أبي وأمي رفضا تلك الفتاة، وكرها تزوجي منها؛ لأنها ليست جامعية.
فهل أطيع والدي أم أتزوجها بإلحاحي عليهما وأكرههما على تزويجي منها، مع العلم أن الفتاة ذات خلق؟
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت هذه الفتاة دينة وخلوقة، فحاول إقناع والديك للموافقة على زواجك منها، واستعن عليهما بالله عز وجل: أولا بالدعاء والتضرع، فقد قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}. ثم استعن عليهما بذوي الحجا والفضل من الناس، عسى أن ييسر الله إقناعهما. فإن تم ذلك فالحمد لله. وإن أصرا على الرفض، ولم يكن لهما مسوغ شرعي فيه، فلا تجب عليك طاعتهما. وخاصة إن تعلق قلبك بها، وخشيت أن تقع معها في الفتنة. وانظر الفتوى رقم: 76303 وهي في بيان أن طاعة الوالدين لا تجب بإطلاق. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 114921.

وإن رأيت البر بهما وترك الزواج من هذه الفتاة والبحث عن غيرها، فعسى الله أن يجعل هذا البر سببا في زواجك ممن هي خير منها؛ والوفاء بالوعد مستحب في قول جمهور العلماء؛ كما سبق وأن أوضحنا بالفتوى رقم: 17057 وعليه؛ فلا تأثم إن لم تف بوعدك لها ولم تتزوجها.

وننبه إلى أن الفوارق المادية أو الاجتماعية ليست معتبرة في الكفاءة، بل المعتبر في الزواج هو الكفاءة في الدين، كما سبق في الفتوى رقم: 2346. والفتوى رقم: 14218.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني