السؤال
أرجو منك شيخنا ألا تغلق الرسالة لأنني أعلم أنها طويلة جدا وتحملني ولك مني الدعاء: كنت مسرفا على نفسي بالمعاصي في كل شيء وأتى يوم من الأيام ذهبت وحدي إلى دولة الإمارات وكذبت على أهلي وقلت بأن لدي دورة عن طريق العمل وكانت نيتي شرب الخمور والذهاب للمراقص ولكنني لا أريد الوقوع في الزنا، نمت في الغرفة مع امرأة وكنا مجردين من اللباس وفعلنا كل شيء إلا القبل عبر الفم والإيلاج لم يحصل لأنني كنت متخوفا من مرض الإيدز ـ عافانا الله وإياكم وجميع المسلمين ـ وفي اليلة التي سبقت رجوعي للسعودية خرجت من المرقص مخمورا جدا وتعرفت على شخص أجنبي وذهبت معه إلى شقته ووقعنا في اللواط وعندما رجعت جلست فترة وأنا خائف جدا وتأتيني وساوس بأنني أصبت بالمرض وبقيت مدة 3 أشهر وكنت قد نذرت لله أن أصلي25 ركعة إن عافاني الله من ذلك وكنت مسجلا في الكلية لتكلمة دراستي وقد أعطوني أوراق فحص طبي فعملته بطريقة خاطئة بسبب خوفي ولكنني ذهبت مرة أخرى للكلية وأخذت أوراق الفحص وعملتها في مستوصف العمل بكل أمانة وذمة وكان منها فحص المرض الذي ذكرته والحمد لله والشكر لله كانت النتائج سليمة ووفيت بنذري، ثم بعدها تقريبا بشهرين ذهبت للحج وهناك سمعت في الحملة كلمة عن التوبة لأحد الدعاة ثم قررت وعدت تائبا لله وأعفيت لحيتي وقصرت ثوبي وتركت الصحبة وغيرت جوالي وكنت لا أشعر باللذة والخشوع ولكنني كنت مرتاحا وبقيت على التوبة وبعد مدة أصبحت تأتيني الوساوس والمخاوف من الموت وتتسارع نبضات قلبي بشكل رهيب خصوصا في اليل وأحيانا في وقت الصلاة، وتعرفت على صحبة صالحة ولله الحمد، وكنت معهم في مجالس الذكر والخير ولكن الوساوس والمخاوف لا زالت باقية مع أني كنت محافظا على الأذكار والصلوات والقرآن وقيام الليل بشكل يومي، ثم ذهبت هذه الوساوس وأتتني وساوس الكفر والشرك والنفاق ثم أصبت بالقلق والاكتئاب والخمول وكثرة النوم وفصلت من الكلية وأصبحت مهملا في عملي أذهب وأنام في المصلى حتى الظهر كل يوم ولا أشتغل وأصبحت أراجع دكتورا نفسيا وآخذ أدوية وأتتني وساوس وأحاديث في ذات الله والرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة والدين ووالدي والناس، وفي كل شيء مع أنني ولله الحمد كنت على توبتي واستقامتي وأدعو الله عز وجل وأبكي كثيرا وأذهب إلى مكة وأدعو الله وأبكي ثم بعد مدة خفت هذه الوساس ولله الحمد وبعدها لا أعلم بالضبط كم المدة التي كان يأتيني الضيق والهم فيها ثم خفت وأنا الآن يا شيخنا منذ قرابة 3 سنوات على التوبة والاستقامة وبذل الأسباب وذهبت للحج مرتين مع حملة خيرية في الإشراف الثقافي وأصبحت مؤذن مسجدنا وعملت الفحص مرة أخرى والحمد لله والشكر كانت النتائج سليمة ولله الحمد وأصرف نصف المكافأة شهريا700 ريال في كفالة الأيتام ومشاريع الخير وأنفق كثيرا من راتبي في أوجه الخير وأسأل الله القبول وأنا لا أمن والعياذ بالله ولكن أخبرك بذلك وأصبحت أطلب العلم وأدعو إلى الله وإذا رأيت منكرا أنكره بقدر استطاعتي وأوزع كتبا عن الإسلام لدعوة غير المسلمين وأشارك في ملتقيات دعوية وزرت المدينة المنورة لله الحمد مرتين وأسمع من العلماء والدعاة والناس عن الراحة والانشراح واللذة التي يجدونها هناك ولكنني لم أجد ذلك، دعوت الله في عرفة وبكيت ودعوت الله عند الملتزم والطواف والسعي وفي الثلث الأخير من الليل وزرت المقبرة وشاركت في تغسيل الجنائز واعتكفت في رمضان قبل الماضي في مسجدي واشتريت هدايا لوالدي وإخواني وأخواتي وصلت رحمي والتحقت بحلقة تحفيظ وأصبحت أستمع إلى شروح العلماء في العقيدة وقرأت بأنه لا يجوز استخدام الكمبيوتر والأوراق والطابعة والأقلام الخاصة بالعمل في الأمور الشخصية وانتهيت عن ذلك وبذلت كل ما بوسعي من الأسباب وإلى الآن لا أجد السعادة والانشراح والخشوع واللذه وأسمع من الدعاة ومن قصص التائبين وما وجدوا من السعادة وحلاوة الإيمان والانشراح بعد ما سلكوا طريق الاستقامة وأقول في نفسي إنني سلكت طريقهم ولكن لا أجد ذلك، بل أصبح يأتيني من الضيق والهم والوساوس ما لم يكن يأتيني قبل التوبة وقد أتاني أكثر من مرة أثناء الصلاة ضيق وشعرت بروحي تخرج من شدته والله يا شيخنا لا أعلم ماذا أفعل أشعر أنني مكتوب من أهل النار وأنني معذب وكنت منذ مدة يأتيني كثير من الكوابيس المخيفة والحمد لله ذهبت، وأحيانا أقول في نفسي عندما كنت في الذنوب والمعاصي لم يكن يأتيني الضيق والهم والحزن والوساوس والقلق والاكتئاب والتفكير مثل الآن، فما السبب؟ لا أعلم، تلك هي قصتي وأعلم أنني أطلت عليك ويمكن ضايقتك معي ولكن اعذرني شيخنا وأرجو منك نصحي وتوجيهي وماذا علي أن أفعل وجزاك الله خير الجزاء.