الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لدي سؤال: كما تعرف أن لدى النصارى عيد يُسمى بعيد الفصح، وقد قرأت وسمعت كثيرا أنه لا يجوز للمسلمين تقديم التهاني لهم في هذه المناسبة، فهل يجوز لي أن أكتب هذه الرسالة لفتاة وهي نصرانية: حب المسيح بيننا المشترك *** وهو الرسول البّار المبارك كلمةٌ من الله في البتول الطاهرة *** الصالح الوجيه في الدنيا والآخرةأحبكِ جدًّا وأتمنى الخير لكِ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت هذه الرسالة ستقدم يوم عيد النصارى فهي صورة من صور التهنئة، وذلك لا يجوز، بغض النظر عن المكتوب في هذه الرسالة، وراجعي الفتوى رقم: 26883 ، وللفائدة عن عيد الفصح يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 8762.
وأما مضمون الرسالة، فالمسيح الذي نحبه ـ نحن المسلمين ـ هو كما قالت السائلة: رسول بار مبارك، وأما المسيح عند النصارى فهو ابن الله ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ وهذا أمر يوجب لقائله ومعتقِده: بغضه لكفره، والبراءة من معتقده، لا حبه واتخاذه صاحبا وخليلا، قال تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {التوبة: 30ـ 31}.

وقال سبحانه: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا {مريم: 88ـ 93}.

وقال عز وجل: وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا {الجن:3ـ4}.

وراجعي للأهمية الفتويين رقم: 137312، ورقم: 130985.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني