الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية إبراء ذمة من أخذ مالا من فندق فيه محرمات

السؤال

هل أرجع مالا حصلت عليه بغير وجه حق من نزل سياحي اشتغلت به منذ سنوات؟ وهل أرجعه إلى النزل؟ مع العلم أن ما أخذته من مال لا يساوي نقطة في بحر من عائدات هذا النزل الذي توجد به خمارات وملاهي وعري، أو أتبرع بهذا المال إلى جمعيات خيرية تساعد الفقراء والمساكين بنية التخلص منه، لأنني أخاف إن أعدت المال إلى النزل أكون قد ساعدتهم في تعاملهم في الحرام، والله الموفق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم تبين لنا الطريقة التي حصلت بها المال؛ وإن كنت قد ذكرت أنها غير مشروعة، ولنا تفصيل سابق حول المال الحرام وهو أنه إذا كان عن طريق الكسب المحرم كالفائدة الربوية والقمار والعمل في الخمور ونحو ذلك، فهذا لا يرد إلى أهله ـ المرابي والمقامر وصاحب العمل المحرم... ـ ولكن يجب على من كان بيده صرفه في وجوه الخير، ومن ذلك دفعه للفقراء والمحتاجين، وإذا كان الشخص نفسه محتاجا فله أن ينفق منه على نفسه بقدر حاجته، قال الإمام النووي حاكياً قول الغزالي في المال الحرام: وله هو أن يأخذ منه قدر حاجته، لأنه أيضاً فقير. اهـ.

وأما إذا كان المال الحرام سببه السرقة أو الغصب ونحو ذلك، وكان آخذه يعرف أهله ويقدر على رده إليهم، فهذا يجب عليه رده إلى صاحبه إن كان حياً، أو ورثته إن كان ميتاً، وإن أنفقه على نفسه أو غيره ضمنه، وكون صاحبه يتعاطى الحرام فهذا لا يبيح أخذ ماله ولا يكون رده إليه من الإعانة على الحرام، لأنه إنما رد إليه ماله فحسب، أما إن لم يعلم أهله، فإنه يتصدق به عنهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني