السؤال
سيدي الشيخ أود سؤالا لو سمحتم: لماذا يعاقب الله تعالى المؤمن ولو كان الذنب صغيرا، ويمهل الظالم حتى ولو كان الذنب أكبر من الكبائر ؟
سيدي الشيخ أود سؤالا لو سمحتم: لماذا يعاقب الله تعالى المؤمن ولو كان الذنب صغيرا، ويمهل الظالم حتى ولو كان الذنب أكبر من الكبائر ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ينزل بالعبد المؤمن من مصائب وآلام وأحزان، مما يكفر به من سيئاته، فهي رحمة من الله تعالى به، حيث عجل له العقوبة في الدنيا؛ وأما من أخرت عقوبته للآخرة، فهذا أمارة لعدم إرادة الله الخير له حيث ينتظره عذاب الآخرة، ولعذاب الآخرة أشق.
فقد روى أحمد والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أراد الله بعبده الخير، عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة.
جاء في مرعاة المفاتيح: قوله: (عجل) بالتشديد أي أسرع (له بالعقوبة) أي الابتلاء بالمكاره (في الدنيا) ليخرج منها وليس عليه ذنب، ومن فعل ذلك معه فقد أعظم اللطف به، والمنة عليه (أمسك) أي أخر (عنه) ما يستحقه من العقوبة (بذنبه) أي بسببه (حتى يوافيه) أي يجازيه جزاءً وافياً (به) أي بذنبه (يوم القيامة) .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه.
قال النووي: في هذه الأحاديث بشارة عظيمة للمسلمين؛ فإنه قلما ينفك الواحد منهم ساعة من شيء من هذه الأمور . وفيه تكفير الخطايا بالأمراض والأسقام، ومصائب الدنيا وهمومها وإن قلت مشقتها. وفيه رفع الدرجات بهذه الأمور وزيادة الحسنات، وهذا هو الصحيح الذي عليه جماهير العلماء .اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني