الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك الزوجة زوجها بسبب سرقته من بيت أبيها

السؤال

أنا شاب عمري 30 عاما، تزوجت ‏من فتاة أحبها، وتحبني، ولكني من ‏أجل عدم خسرانها اضطررت أن ‏أستدين، وأن أتنازل عن أشياء كثيرة ‏حتى لا يعطل أهلها الزواج منها. ‏ونفذت جميع شروطهم، ولكن بعد ‏الزواج كنت مديونا جدا، وكنت تاركا ‏للعمل، ولا يوجد عمل. وفي هذه ‏الفترة أخطأت، وأخذت أشياء من ‏منزل والد زوجتي، هي أشياء ليست ‏ثمينة، ولكني كنت أبيعها لكي أوفر ‏بعض الأشياء الضرورية لزوجتي. ‏ومرت الأيام وعرفت زوجتي وأهلها، ‏وكانت هناك مشاكل بسيطة أخرى، ‏ولكنهم صمموا على الطلاق على ‏الرغم من أنهم كلهم يمدحون ‏أخلاقي، لكنهم لم يغفروا لي هذه الزلة، ‏وقد رزقت من زوجتي بولد، وحدث ‏الطلاق. أنا أعرف أني أخطأت، ولكن ‏ربنا يغفر ويسامح.‏
‏هل زوجتي كانت على صواب ‏عندما تركتني؟ أما كان من واجبها أن ‏تقومني؛ لأني ما فعلت ذلك إلا من ‏شدة الدين، ولقضاء طلباتها. والله أنا ‏شاب ممتاز، لكن هي زلة، وأنا الآن ‏محروم من زوجتي، وابني، وأريد ‏رأيكم؟
وما هي الكفارة الخاصة بي ‏على الغلط الذي فعلته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما بخصوص ما سألت عنه من فعل هذه الزوجة، فقد كان الأولى لهذه المرأة أن تغفر لك هذه الزلة، وتسامحك فيها، وتقدر حالتك وظرفك المالي، فلن يستبقي أحد أحدا في هذه الدنيا إذا التمسه كاملا لا عيب فيه، فأي الرجال المهذبُ.

وأما عن الكفارة، فواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى من زلتك هذه، فتستغفره منها، وتندم عليها، ولا تعود إليها أبدا فيما بقي من عمرك، ثم تستبرئ أهل زوجتك مما أخذت منهم ولو كان قليلا بسيطا، إما برده إليهم، وإما باستحلالهم منه. وراجع الفتوى رقم: 27485 .

وللفائدة راجع الفتوى رقم: 37112 وهي في الحالات التي يشرع فيها للمرأة أن تطلب الطلاق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني