الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتح شركة بشعار يشبه شعار شركة أخرى قصد المنافسة

السؤال

أعمل في شركة فتحت أبوابها منذ ‏مدة قليلة، أصحاب الشركة ثلاثة ‏شباب، شركاء، كانوا يعملون في ‏شركة قبل أن يفتتحوا شركتهم، ولا ‏زالوا يعملون فيها، ويعرفون كل ‏شيء عنها، لكن الذي لم أكن أعرفه ‏أنهم جعلوني أعمل اللوجو لهذه ‏الشركة شبيها بلوجو الشركة ‏الأخرى. الحروف الأولى منه هي ‏نفس الحروف الأولى من اللوجو ‏الآخر، مع اختلاف الألوان. و‏يستوردون آلات وظيفتها نفس وظيفة ‏آلات الشركة الأخرى، مع اختلاف ‏الماركات، والأسعار، لكن منتجاتنا ‏جودتها أعلى. وأشعر أنهم يتعمدون ‏منافسة الشركة التي يعملون فيها. ‏طرحت هذه الشركة جهازا جديدا، فقالوا لي: ابحث عن ‏شيء مثله على الإنترنت، وائت به، ‏مع العلم أنهم ينوون ترك العمل في ‏تلك الشركة عندما تنجح شركتهم. ‏هل هذا حرام أم حلال؟ وهل أكمل ‏عملي بهذه الشركة أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عن فتح هؤلاء الشباب شركة لأنفسهم بقصد المنافسة، والمشاركة في السوق التجارية، فذلك أمر لا حرج فيه، ولهم أن يستوردوا من البضائع ما شاءوا، ويبيعوها كذلك، ولو كانت الشركة التي يعملون فيها تستورد نفس البضاعة، ما لم يكن ثمت مانع يمنع ذلك، كخصوصية الاستيراد أو نحوها. ولهم أيضا أن يتركوا العمل بشركتهم الأولى إذا انتهت مدة العقد بينهم وبينها؛ وأما وضعهم لشعار مشابه لشعار الشركة، فالأصل أن انتحال الاسم التجاري، والعلامة التجارية، غير جائز؛ لأنه اعتداء على حق معنوي مصون، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 11692 .

وبناء على ذلك؛ فإذا كان هذا التغيير الذي أحدثوه في شكل هذا الشعار لا يكفي بحسب القانون في المغايرة بين الشعارين، ولم تأذن لهم الشركة فيما فعلوا، فلا يجوز لهم الإبقاء على هذا الشعار؛ لأن ذلك اعتداء محرم. هذا عن الحكم فيما يتعلق بهذا الشركة وأصحابها.

أما بالنسبة لك، فلا نرى عليك حرجا في البقاء في هذه الشركة، ولا يلحقك إثم من وضع الشعار؛ لأنك جاهلة بأمره، لكن عليك نصح هؤلاء بعرض هذه الفتوى، أو مضمونها عليهم .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني