الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجها يعذبها بالكهرباء وكسر ذراعها ويعدها بتغيير تصرفاته فهل تبقى معه؟

السؤال

زوج أخت زوجتي دائم التعذيب لزوجته بالكهرباء وكسر الذراع وأكثر من ذلك بكثير وتم الطلاق مرتين وراجعها، وفى كل مرة يقول إنه لا يعرف لماذا عمل هذا؟ والآن قام بكهربة ابنته، لأنه اتصل عليها في المدرسة فردت صاحبتها عليه، وقام بتعذيبها وتشويه وجهها لأنها لم تحصل على الدرجات النهائية، مع العلم أنه منذ سنة كاملة منع زوجته عن أهلها ولو بالتليفون فهربت ورجعت إلى منزل أبيها، وفوجئنا أنه سبب لها شللا في يديها بسبب التعذيب، والآن يريد أن يرجعها ويقول إنه سوف يذهب للعمرة معها وأنه سوف يتغير بعد السفر، ونحن نصر على الطلاق، والمشكلة أن بينهما ثلاثة أطفال، فما الحل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن صح ما ذكرت من تصرفات هذا الرجل تجاه زوجته وابنته واعتدائه عليهما بهذه الصورة البشعة، فإن هذا أمر لا يقره الشرع ويأباه العقل السليم، ولا يصدر إلا من رجل مجنون لا عقل له، أو سفيه ضعيف العقل، وإما من رجل قد نزعت الرحمة من قلبه، فإذا كان الأول أو الثاني: فيجب إبعادهم عنه صيانة لهم من الأذى والضرر، وإن كان الثالث: فينبغي أن ينصح ويحذر من خطورة الإقدام على مثل هذا الفعل، ويذكر بالله تعالى وقدرته على الانتقام منه، ولا ندري لماذا يترك يتصرف كل هذه التصرفات دون أن يرفع أمره إلى الجهات المسئولة لتردعه عن ذلك؟ وتراجع الفتويان رقم: 69، ورقم: 156977.

وإذا غلب على الظن صلاح حاله فليس من حق أحد أن يمنع رجوع زوجته إليه، وأما إذا كانت الخشية عليها منه قائمة فالأولى أن تطلب منه الطلاق ولو في مقابل عوض تدفعه إليه، وأما الأولاد: فالله يرعاهم، ووجودهم مع مثل هذا الأب، ورؤيتهم تصرفاته السيئة هذه فيها ضرر عظيم عليهم في سلوكهم وتربيتهم في الغالب، هذا مع التنبه إلى أن نفقتهم واجبة على أبيهم ما داموا صغارا لا مال لهم، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 166329، 40094، 37112، 193707.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني