الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاة الهرم الذي ينسى الفاتحة وعدد الركعات

السؤال

بارك الله فيكم على جهودكم، وجزاكم الله خيرا، وسؤالي يخص جدتي ـ حفظها الله ـ فقد تجاوز عمرها تسعين عاما، وهي الآن لا تتحرك إلا بصعوبة تامة، فتصلي وهي جالسة على الكرسي، ولم تتعلم في صغرها، وما تعرفه من القرآن سورة الفاتحة وسورة الإخلاص، لكنها مؤخرا صارت تنسى سورة الفاتحة، فعند صلاتها تبدأ بقراءة الآيات الأولى ثم تنسى البقية، وأحيانا تقول كلاما ليس من سورة الفاتحة، كأن تقول: الحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ـ ثم تركع، وصلاتها كذلك يمكن القول إنها ليست صحيحة، إذ إنها تنسى عدد الركعات التي صلتها فتعيد وتعيد، وتعيد، ثم تسلم، حاولنا الكلام معها لتصحح ما تفعله، لكن سمعها ثقيل جدا، وذاكرتها كذلك، فقد تصحح كلامها عند الظهر وتنساه عند العصر، وهناك أمور أخرى في حياتنا اليومية لا تنساها مهما طال الزمن، فصرت أتساءل هل صلاتها مقبولة رغم أخطائها العديدة؟ وما الذي يمكننا فعله؟علما أن والدتي تصلي بها أحيانا، لكن لا يمكنها فعل هذا دائما، وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالله سبحانه رحيم بعباده لطيف بهم، وهو سبحانه لم يجعل علينا في الدين من حرج، فمن عجز عن شرط أو ركن من شروط الصلاة وأركانها، فإنه يسقط عنه ما عجز عنه، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}.

ولتنظر الفتوى رقم: 132697.

وعلى هذا، فما عجزت عنه جدتكم يسقط عنها ولا تبطل صلاتها بذلك، واجتهدوا في تذكيرها وتعليمها، بقدر الطاقة، ولو استعانت في عد الركعات بعقد أصابعها أو نحو ذلك، فلا حرج في هذا، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: وله عَدُّ الركعات، وهذه قد تكون أحوج مما سَبَقَ، لأن كثيراً من الناس ينسى ويعدُّها بالأصابع، فهنا مشكل، لأنه إذا رَكَعَ لا بُدَّ أن يفرِّجَ أصابعه، وإذا سَجَدَ لا بُدَّ أن تكون أصابعه مبسوطة، وعلى هذا فيعدُّها بأحجار أو نَوى، فيجعل في جيبه أربع نَوى، فإذا صَلَّى الرَّكعة الأُولى رَمى بواحدة، وهكذا حتى تنتهي، فهذا لا بأس به، لأن في هذا حاجة، وخاصة لكثير النسيان. انتهى.

وإذا صلت بها أمك أو غيرها، فهذا حسن، لأن المأموم لا تلزمه القراءة في قول الجمهور، وعلى كل فلتفعل هذه المرأة ما تقدر عليه وما تعجز عنه فإنه يسقط عنها، وكونها تذكر بعض أمور الدنيا لا ينفي كونها عاجزة عن بعض أفعال الصلاة أو أقوالها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني