الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز العمل في مجال محرَّم كنقل الخمر

السؤال

كما تعلمون فإن كثيرا من المسلمين يعيشون في أوروبا، وبالطبع تعرض على الكثير من المسلمين أعمال قد يكون منها مثلا نقل الخمور من مكان إلى آخر، هذا إذا كان مجال العمل النقل.
ملاحظة: قد يترتب على رفضك مثل هذا العمل أن يقوم المسؤولون بتوفير العمل لك بالضغط على زوجتك مثلاً، وبالتالي تنعكس هذه الإجراءات سلبياً على الأولاد؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

نقول لك أولاً: إقامتك بأولادك في بلد أهله غير مسلمين فيه خطر عظيم عليك وعليهم في دينكم ودنياكم. ويكفي مثالاً على ذلك المشكلة التي عرضتها.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا: يا رسول الله لِمَ؟ قال: لا تراءى ناراهما. والحديث أخرجه الترمذي وأبو داود.

فيجب عليك أن تسعى قدر استطاعتك للخروج من ديار قوم ظلموا أنفسهم، وكفروا بربهم. ولا يحملنك طلب الرزق فقط على مساكنة هؤلاء القوم؛ فالرزق مضمون، وضامنه مليء ووفيُّ سبحانه وتعالى. وقد قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ {الذاريات: 56-58}.

واعلم أنه يحرم على المسلم أن يعمل في مجال عمل محرمٍ، أو يتعاون مع من يعملون أعمالا محرمة، كالمثال الذي ذكرته. والله -سبحانه وتعالى- يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2}.

ولا تخش أن يقطع أحد كائناً من كان رزقك؛ فاتق الله -تعالى- واحفظ أهلك وأولادك، وسيرزقك الله -تعالى- إن اتقيت؛ قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2- 3}.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني