الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يقع الطلاق بمجرد حديث النفس أو النية بدون تلفظ

السؤال

جزى الله خير الجزاء القائمين على ‏هذا الموقع. ‏
‏ أصبت بحديث النفس بالطلاق ‏وأصبح شغلي الشاغل، وأدخل على ‏مواقع كثيرة عن الوساوس، وأحاديث ‏النفس. ‏
لدي أسئلة مرتبطة ببعض، وأرجو من ‏الله، ثم منكم قبولها بصدر رحب؛ لأنها ‏مرتبطة ببعض، وأنا أثق في علمكم، ‏وأن الله سبحانه وتعالى حملكم علم ‏الإفتاء، كما ذكركم في كتابه: فأسالوا ‏أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. ‏الآية. ‏
لدي بطاقة حساب ائتمانية شرعية، مباحة، ومجازة شرعا، بقي فيها مبلغ ‏بسيط، فحدثتني نفسي بدون سبب أن-نتيجة أفكار ووساوس خاطرة ‏بالبال- أحلف بالطلاق أن لا أسحب ‏هذا المبلغ، طبعا لا أذكر أني ‏تلفظت ولا أذكر هذا الشيء، علما أن ‏لدي قصصا مماثله كثيرة. وكل ما ‏استفتيت فيها قالوا: أعرض عن هذه ‏الوساوس والأفكار وخالفها، وأخرج ‏نفسك من هذه الأفكار؛ لأن الشيطان ‏عدو لك، فقلت لنفسي: إن الله تجاوز ‏عن أمتي ... الحديث، وقلت أيضا: ومن ‏شك أنه تلفظ أم لا؟ فالأصل بقاء ‏النكاح، فحنثت حتى تموت هذه ‏الأفكار.‏
‏ فهل علي إثم في ذلك، علما أنها ‏أفكار وخواطر تخطر ببالي؟‏
‏-إن حصل بيني وبين أحد أقاربي ‏أو أي شخص شيء، كانت تحدثني نفسي، ‏وأحيانا أعلم أني لم أتلفظ، ويشهد الله ‏أني أقطعه لأن الوساوس تقول لي ‏أنت حلفت بالطلاق، قد أكون حلفت ‏بالطلاق لكن بيني وبين نفسي، ‏وأضطر لمقاطعته إلى الآن. ‏
‏-إن حلفت يمينا بالله على فعل شيء، ‏أو حث نفسي على فعل شيء، أو أكدت ‏شيئا على أمر، أجد كلمة علي الطلاق ‏تريد أن تخرج من فمي بدون إراداة، ‏فأتعوذ من الشيطان أقول وساوس. ‏
‏-وإن حصل نقاش بيني وبين زوجتي، ‏وأردت أن أفهمها عن أمور حتى وإن ‏كانت عواقب الطلاق، لا أستطيع أن ‏أقول لها أي شيء خوفا إن تكلمت ‏حتى وإن كانت من كنايات الطلاق، أن ‏أجد أفكارا تقول لي: لا، أنت كانت ‏نيتك الطلاق، وحتى وإن كان ‏إخبار لها أو إعلاما - كل كلمة ‏تخطر ببالي أجد النية تقول لي لا ‏أنت نيتك الطلاق. ‏
تعبت من هذه الأفكار.‏
‏ السؤال باختصار: هل أخالفها ‏وأحنث فيها فتموت هذه الأفكار؟ هل ‏هذا هو العلاج الأنسب؛ لأني أقرأ أن ‏عدم الالتفات لها هو أفضل طريقة، ‏وللعلم أنا لم أقل علي الطلاق يا ‏فلانة بصوت مسموع، كلها مجرد ‏أفكار بيني وبين نفسي، وأشك بعدها ‏هل يا ترى تلفظت أم لا؟ صرت ‏أنظر لزوجتي بأنها محرمة علي من ‏كثرة هذه الأفكار. ‏
‏ الجانب الثاني إن جئت بشيء لأهل ‏بيتي، أو أي غرض أجد نفسي تخطر ‏ببالي أفكار الحلف بالطلاق أن أحتفظ ‏بهذه الأشياء حتى وإن كانت غير مفيدة.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الذي وصفته عن نفسك، ليس إلا محض وسواس من الشيطان، لينكّد عليك صفو عيشك، وينغص عليك دنياك، ولا حقيقة له.

أما الطلاق فغير واقع عليك بشيء مما ذكرت، فلا يقع الطلاق بمجرد النية، ولا بحديث النفس من غير تلفظ به، كما لا يقع الطلاق مع حصول الشك فيه.

والذي يلزمك أن تعرض عن هذا الوساوس كلها، وتدع التفكير في شأنها جانبا، فلا تلفت إليها مهما تلجلجت في نفسك، وتكثر من الاستعاذة منها، وتواظب ما استطعت على الرقية الشرعية، وتأخذ كذلك بأسباب العلاج الممكنة، فإنك إن تماديت على ما وصفت عن نفسك، قد يستفحل الأمر عليك أكثر مما هو عليه، ويتسع الخرق على الراقع.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 119666 / 197757 / 186793 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني