الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تمني فعل المعصية ومجاهدة النفس للإعراض عنها

السؤال

يا شيخ قرأت ذات مرة كلاما أظنه كان من كلام الإمام النووي -رحمه الله تعالى- أن من هوي فسقا فهو فاسق، ومن هوي كفرا فهو كافر، أو في ما معنى ذلك.
والمشكلة يا شيخ أنه قبل مدة كنت ألعب لعبة إلكترونية، وكانت عبارة عن سحر، وسحرة، ووحوش، ويوجد فيها شفاء للناس، وإحياؤهم وغير ذلك من الشركيات -والعياذ بالله- وفيها قتال، وكانت ذات طابع اجتماعي، أي يشترك فيها أناس كثيرون .
ولله الحمد والفضل تركت تلك اللعبة من فترة طويلة، وما شاء الله ولا قوة إلا بالله لم أعد إليها ولا إلى مثلها، لكن يا شيخ تحدثني نفسي الأمارة بالسوء، أو قد تكون وسوسة حيث إني أعاني من شيء يسير منها، عنها، وعن العودة إليها، وتحدثني أو تزين لي نفسي تلك اللعبة.
وكلما شعرت بذلك في نفسي أقول بصوت مرتفع: الله أحب إلي منها، وأكرر ذلك حتى تزول تلك الأفكار.
يا شيخ ما انتبهت إليه هو أنه ما هذه الأشياء التي في نفسي؟ هل أنا دخلت تحت ما ذكره الشيخ- والعياذ بالله- إذ قولي: الله أحب إلي، وكأنما صدقت تلك الأفكار وكأني أحبها لكن حبي لله أكثر.
أتمنى لو توضح لي يا شيخ بارك الله فيك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا بيان حرمة مثل هذه الألعاب التي تحتوي على مخالفات شرعية؛ وراجع في ذلك الفتويين: 34924، 153029.

وأما تمنيك الرجوع لهذه المواقع، فهو خطأ، ولكن لا مواخذة فيه ما دام حديث نفس لم تعمل به أو تتكلم.

وننصحك بالبعد عن الاسترسال مع الشيطان في الوساوس، والإعراض الكلي عن التفكير فيها؛ فإن الاسترسال في ذلك يخشى أن يزيد الطين بلة، والمشاكل تعقيدا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني