السؤال
ما حكم من يصلي ويفعل الكبائر كالزنا مثلا هل صلاته باطلة حقا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصاحب الكبائر على خطر عظيم فإنه متوعَد بالعذاب الشديد. قال الله سبحانه: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً *يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً [الفرقان:68-69]
وعليه؛ أن يبادر بالتوبة إلى الله عز وجل قبل أن يوافيه الموت وهو على تلك الحال فيندم حين لا ينفع الندم، وأما صلاة من يفعل الكبائر فصحيحة من حيث أحكام الدنيا أي أنه لا يطالب بإعادتها، ولكن هل تقبل أولا تقبل هذه مسألة أخرى، فإن الله عز وجل يقول: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة: 27] وعلى المسلم أن يكون على حذر من أن تردَّ عليه أعماله فإن نصوص الشريعة الكثيرة شاهدة على أن الحسنات والسيئات في تدافع يدفع بعضها بعضاً.
وننبه الأخ السائل إلى الحذر من منزلق خطير من المزالق التي يدعو إليها الشيطان وهو تصوره أن لا فائدة من الصلاة مع الإصرار على بعض الذنوب، ومن ثم فترك الصلاة أولى، هكذا يحسِّن الشيطان القبيح ويستدرج من لا علم عنده، والأمر على خلاف هذه الوسوسة، فإن الصلاة تنفع صاحبها وإن كانت له ذنوب، فالحفاظ عليها حفاظ على الإسلام، وهي كفارة لبعض الذنوب، وسبب للخروج من النار إلى غير ذلك من منافع الصلاة في الدنيا والآخرة، فالحذر الحذر من التهاون بها أو التكاسل عنها.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني