الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من مسائل أيمان الطلاق المعلق

السؤال

أثناء الشجار مع أبي على سوء أفعاله بنا وارتفاع أصواتنا وسط الجيران قلت وقت الغضب وأنا أدري ما أقول: علي الطلاق سوف أترك المنزل من الغد، وأبحث عن منزل آخر ـ ليرتدع أبي عن أفعاله، فهو لن يستطيع تحمل خروجي من المنزل، فهل يقع الطلاق إذا جلست في منزل والدي، علما بأنني لا أريد ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالجمهور على أن الحلف بالطلاق ـ سواء أريد به الطلاق، أو التهديد، أو المنع، أو الحث، أو التأكيد ـ يقع به الطلاق عند وقوع الحنث، وهذا هو المفتى به عندنا، لكن بعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يرى أنّ حكم الحلف بالطلاق الذي لا يقصد به تعليق الطلاق، وإنما يراد به التهديد أو التأكيد على أمر، حكم اليمين بالله، فإذا وقع الحنث لزم الحالف كفارة يمين، ولا يقع به طلاق، وانظر الفتوى رقم: 11592.

وعليه، فالمفتى به عندنا أنك إذا لم تغادر منزل والدك من الغد وقع طلاق زوجتك، فإذا كنت لا ترغب في مغادرة بيت أبيك فلك أن تبقى وتحتسبها طلقة، وإذا كنت لم تستكمل ثلاث تطليقات فلك مراجعة زوجتك قبل انقضاء عدتها، ولمعرفة ما تحصل به الرجعة شرعا راجع الفتوى رقم: 54195.

أما على قول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فإن لم تقصد بما قلت وقوع الطلاق فلك أن تبقى في بيت أبيك ولا يلزمك طلاق، ولكن تلزمك كفارة يمين، وهي مبينة في الفتوى رقم: 2022.

واعلم أن حق الوالد على ولده عظيم وبره ومصاحبته بالمعروف واجبة مهما كان حاله، فاحذر من الإساءة إليه ورفع الصوت عليه، وانظر الفتوى رقم: 115982.

وننصحك بالبعد عن الحلف بالطلاق، فإنه من أيمان الفساق وقد يترتب عليه مالا تحمد عقباه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني