الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبل معالجة الزوجة التي تفشي أسرار الزوجية

السؤال

أنا متزوج من ابنة خالتي منذ 20 ‏عاما، ولدي 3 أولاد. أشكو من ‏زوجتي من أنها كثيرة الكلام، ‏والوقيعة بين الجميع، وإفشاء جميع ‏أسرار البيت حتى أسرار الفراش ‏تخرج بالكامل لأي أحد بالكلمة، ‏والحركة، والفعل. لم يبق لها إلا ‏تصويرها فيديو، وتوزيعها. وقبل أن ‏أرجع من عملي أحيانا كثيرة أكون ‏قد عرفت ماذا طبخت، وماذا ستلبس، ‏وماذا ستفعل معي في سهرتها.
الكل ‏كرهها حتى أولادها لا يريدونها، ‏وكرهوها، وقالوا ذلك في وجهها، ‏وهي أيضا تحاول تشويه صورتي ‏باستمرار، وقطع علاقاتي مع الأهل، ‏وفشلت في تربية الأبناء فشلا ذريعا ‏حيث إنني لظروف عملي أتغيب ‏كثيرا عن المنزل، فأنا أعمل في ‏القوات المسلحة.
وفاشلة كسيدة بيت ‏أيضا. اشتكيت، وضربت، وهجرت ‏ولا فائدة. كرهتها ولم أعد أحتمل ‏معاشرتها ولا حتى النظر في وجهها، ‏وأفعالها جعلت البيت ليست فيه بركة، ‏مع أن دخلي ممتاز. أريد معرفة ‏حكمها الشرعي في حياتها معي، ‏وكيف أتصرف معها؟
‏ وشكرا جزيلا.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما تقوم به زوجتك من إفشاء أسرار البيت، فهو سلوك خاطئ ولا سيما الأمور المتعلقة بتفاصيل المعاشرة الزوجية؛ فإن إفشاءها حرام، فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِي قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأَمَانَةِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِى إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا. وعنه أيضاً أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِى إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا. صحيح مسلم .

قال المناوي: والظاهر أن المرأة كالرجل، فيحرم عليها إفشاء سره. فيض القدير للمناوي.

فبين ذلك لزوجتك، وحذرها من عواقب هذا السلوك، وأطلعها على كلام أهل العلم في ذلك، وأعنها على تعلم أحكام الشرع، والحرص على الأمور التي تقوي صلتها بربها، كمصاحبة الصالحات، وسماع المواعظ النافعة ونحو ذلك، فإن بقيت على سلوكها الخاطئ، فاسلك معها وسائل الإصلاح بالتدرج فتبدأ بالوعظ، فإن لم يفد، فالهجر في المضطجع، فإن لم يفد، فالضرب غير المبرح، فإن لم تفد معها وسائل الإصلاح، فالطلاق آخر الحلول؛ وللفائدة راجع الفتوى رقم :178143

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني