الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخذ الفوائد المحرمة والتخلص منها أولى من تركها لمن يأكلها بالباطل

السؤال

أعمل مصممة في جامعة حكومية، وكل موظف لديه حساب على موقع الجامعة خاص به يرى راتبه الشهري والإجازات ونظام الادخار وأنظمة أخرى، وبعد التصنيف أصبح يضاف لنظام الادخار في حسابي اشتراك الموظف، وتدفع قيمة تقارب 12، واشتراك الجامعة 25، وفوائد موزعة أقل، وذلك كل شهر، وزميلتي في العمل التي تعمل منذ 24 سنة ولم تعلم بذلك إلا أنها في بداية عملها خافت من هذه الفوائد وقالوا لها حوليها إلى فوائد إسلامية مع أن كل هذه الفوائد مشبوهة وجميع فوائدها إلى حد الآن تقارب 3300 وذهبنا معها إلى موظف المالية نسأل عن الفوائد المذكورة في النظام فقال لها الفوائد الموزعة حرام، وهناك فوائد مشبوهة من الفوائد في نظامها وكذلك المشبوهة حرام، واشتراك الجامعة، واشتراك الموظفين حلال، لأن الموظف يدفع منه والجامعة تدفع، بقي على تقاعدها ما يقارب السنة، فماذا تفعل بالمال من الفوائد الموزعة؟ وهل تتصدق به على الفقراء مع أنها سألت شخصا فقال لها اشتري به لأماكن مثل الحمامات مثل أحذية وأبرقة؟ وأنا ماذا أفعل؟ قال لنا موظف المالية في الجامعة أننا لو ألغينا الخدمة وهي الفوائد الموزعة ستوزع على الموظفين والأفضل أن تأخذوها وبعد ذلك توزعونها على الفقراء مع عدم الأجر في ذلك، أرجو الرد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالسؤال غير واضح تماما، لكن ما دمتما قد علمتما أمر هذه الفوائد وأنها فوائد محرمة فيلزمكما التخلص منها بصرفها إلى الفقراء والمساكين، أو دفعها في مصالح المسلمين العامة كدور الأيتام ومراكز تحفيظ القرآن ونحو ذلك، ولا تتركوها في الحساب أو لمن لا يتورع عن أخذها على وجه باطل، وإذا دفعت إلى الفقير فإنها لا تكون حراما عليه، بل تكون حلالا له، قال النووي في المجموع: وإذا دفعه ـ أي المال الحرام ـ إلى الفقير لا يكون حراماً على الفقير، بل يكون حلالاً طيباً، وله أن يتصدق به على نفسه وعياله إن كان فقيراً، لأن عياله إذا كانوا فقراء فالوصف موجود فيهم، بل هم أولى من يتصدق عليه وله هو أن يأخذ قدر حاجته، لأنه أيضاً فقير. انتهى كلامه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني