الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يقع الطلاق مع الشك فيه

السؤال

سيطر عليّ الوسواس, والبحث في الفتاوى, ومراسلة دور الإفتاء, فأرجو الاهتمام برسالتي, وعدم إحالتي لفتاوى أخرى - لعلها تكون شافية -.
أعاني من الوسوسة في الكنايات, ولكن الفعل الذي تم إفتائي عنه سابقًا يتكرر معي؛ حتى أني صرت أخاف أن أكون وضعت نفسي باختياري في ذلك الأمر.
كنت وزوجتي في الأمس مستعدين للذهاب إلى الحديقة بابننا, فسألتني: هل ألبس؟ فخفت جدًّا أن أجيبها؛ لخوفي أن يكون كناية, ثم أجبتها: البسي, وفي نفسي خوف, ومنذ تلك اللحظة صرت أفكر فيما قلت إلى الصباح, وما بين نومي واستيقاظي خطر في نفسي خاطر أن أرسل فتوى إليكم, أشتكي فيها - نفس فتوى سابقة من دار الإفتاء المصرية - وتكرر مني أني أتخيل أنني أشتكي إليكم وضعي؛ حتى أنني صحوت من نومي على صوتي, ولا أدري صراحة هل أنا من قال ذلك أم أنه وسواس بداخلي, وكان لفظًا صريحًا بالكناية, ولكن في حالة الشكوى إليكم - أي أنني كنت أشتكي إليكم, وأقول: تخيل - يا فضيلة الشيخ - صحوت على لفظ, ولا أعلم ما إذا كانت مستيقظًا أم نائمًا أم بينهما, ولا أعلم إن كنت أتحدث أم لا؛ فبالله عليكم أفيدوني في حالة تكرر نفس الفعل لفتوى سابقة, فهل أنا من وضعت نفسي في ذلك أم لا؟ وما تفسير ذلك؟ وهل عليّ إثم لتكرار ما قيل في حالة سؤالي وكتابة ما حدث لي؟ وما هي النية المعتبرة شرعًا؟ فأنا أقنع نفسي أنها النية التي بها قصد واختيار دون خوف.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر من السؤال أن صاحبه مبتلى بالوساوس - نسأل الله لنا وله العافية من كل بلاء, والشفاء من كل سقم - ثم إن من المجرب والمعلوم عند من لهم احتكاك بأصحاب الوساوس ومخالطة أنهم لا يستفيدون من الفتاوى, ولا من بيان الأحكام لهم, بل قد يضرهم ذلك أكثر مما ينفعهم؛ لذلك ننصح السائل بالإعراض عن الوساوس, وعدم الالتفات لها.

وليعلم أن الطلاق لا يحصل مع الشك فيه من غير موسوس, فأحرى الموسوس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني