الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خلاف العلماء في إفساد الصوم بخروج المذي

السؤال

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسوله الامين اما بعد, سؤالي هذا متعلق بالشهر الفضيل, عسى ان يغفر لنا و لكم, اللهم امين. هل نزول المذي(أي سائل غير المني) يفطر الصائم, حيث من الممكن للصائم ان يقبل زوجه أو أن يرى ما يثير شهوته في الشارع ( و ما أكثرهم في عمان-الاردن) و من الممكن بعد ذلك نزول المذي منه, فهل هذا يفطره؟ افتونا جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ،،، خروج المذي بسبب التقبيل للزوجة مختلف فيه بين أهل العلم هل يفطر الصائم أم لا؟ والراجح أنه يفطره ما لم تكن من عادته أنه إذا قبل لا يخرج منه شئ ودليل ذلك ما في الصحيحين وغيرهما أن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ولكنه كان أملككم لأربه) والأرب الحاجة ووجه الدليل أن عائشة رضي الله عنها اشارت باستدراكها هذا أن تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم ومباشرته لنسائه لا يستدعي خروج المذي ولا غير ذلك لأنه كان أملك الناس لحاجة نفسه فلا تثور شهوته صلوات الله وسلامه عليه في الأوقات التي لا تنبغي ثورتها فيها ، ونبهت بذلك إلى أن من لا يملك أربه لا ينبغي له أن يقبل لئلا تغلبه شهوته فيخرج منه مذي أو غير ذلك . ويقوي هذا المعنى ما رواه أبو داود أن " رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم فرخص له ، وأتاه آخر فسأله فنهاه ، فإذا الذي رخص له شيخ ، والذي نهاه شاب ". وذلك لأن الشاب تثير المباشرة عادة شهوته بخلاف الشيخ الكبير ، وأما خروج المذي بسبب النظر فلا يفسد الصوم على الراجح لأنه لا نص فيه ولأنه يتعذر الاحتراز منه في أغلب الأوقات . لكن يجب على المسلم أن يحفظ بصره عن النظر إلى ما حرم الله تعالى وخاصة في رمضان شهر التقوى والعبادة . والله تعالى أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني