الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريق القويم لثني الزوجة عن مخاطبة الرجال الأجانب

السؤال

أنا رجل غيور على زوجتي, وكنت أمنعها من مخاطبة الرجال, وكانت تظهر لي الطاعة, وقد حدث أكثر من موقف ظهر فيه أنها تتبسط مع الرجال في الحديث بدعوى أنه من أنواع العلاقات الاجتماعية, وكذلك لها جرأة في محادثة الرجال الأجانب وغير الأجانب, فمثلًا عندما نكون أنا وهي في محل تجاري أراها تذهب لتحدث البائع, علمًا أني معها, وأني المتكفل بالتعامل معه, وقد طلبت منها أكثر من مرة ألا تفعل ذلك, وآخر المواقف هو أنني أعمل في بلد عربية, وأتركها عند أهلها, وأثناء محادثتي لها على الإنترنت جاءتها مهاتفة على الجوال, وإذا بأحد أزواج صاحباتها يتصل عليها في أمر لا أجد له أهمية كبيرة, فجُنَّ جنوني, وطلبت منها رقم ذلك الرجل حتى أحادثه, وأعرف منه لماذا يتصل على زوجة يغيب عنها زوجها, وأين زوجته من موضوع يريد إبلاغه لها - إن كان مهمًا - وهي تعترض أن أحادثه, وتقول: (هذا يكفي, هذا يكفي) وتزعم أن غيرتي تذبحها, فاتصلت بوالدها, وشرحت له الأمر, فتطاول عليّ في الهاتف, وكاد أن يسبني بدعوى أني غيور, وهي لم تعد تحت سيطرتي, فما تقولون في شأن هذه الزوجة؟ وإن طلقتها فهل أكون ظالمًا لها؟ علمًا أنها على وشك الوضع, ولكني لا أطيق أن أعيش في هذا الوضع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالغيرة على الأهل أمر محمود ما لم تخرج عن حدّ الاعتدال، فإذا جاوزت حدّ الاعتدال كانت مذمومة، ولمعرفة حدود الغيرة المحمودة والمذمومة راجع الفتوى رقم: 71340.
والواجب على زوجتك أن تطيعك في المعروف، ولا يجوز لها مخالفتك إذا نهيتها عن التحدث مع الرجال الأجانب لغير حاجة، بل يجوز لك تأديبها على ذلك، قال ابن نجيم - رحمه الله - عند ذكر الأمور التي يجوز للزوج تأديب زوجته عليها: .. ومنه ما إذا كشفت وجهها لغير محرم, أو كلمت أجنبيًا ...

وإذا لم تطعك زوجتك في هذه الأمور فطلقتها، فإنك لا تكون ظالمًا لها، لكن الذي ننصحك به أن تمسك زوجتك, وتعاشرها بالمعروف, وإذا لم تطعك فيما يجب عليها, فلتسلك معها وسائل الإصلاح بالوعظ, ثم الهجر في المضطجع, ثم الضرب غير المبرح، وانظر الفتوى رقم: 178143.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني