الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم شرب البيبسي والكوكاكولا

السؤال

قرأت عددًا من المقالات والتقارير التي تشير إلى أن مجلة "لوبوان" الفرنسية ذكرت أن "المعهد الوطني للاستهلاك" في فرنسا أجرى فحوصًا واختبارات على 19 نوعًا من الكولا، فأظهرت أن "الكوكاكولا" و"البيبسي" يحتويان على نسبة ضئيلة من الكحول مقدارها 0.001% - أي حوالي 10 مللي جرام في كل لتر - وأشارت المجلة إلى أن هذا الاكتشاف قد يشكل مشكلة للمسلمين, وقرأت بعد ذلك ما أعلنه الشيخ النجيمي من أنه سيتم بحث هذا الأمر في أحد المؤتمرات الفقهية لبحث مسألة تحريم "البيبسي" و"الكوكاكولا" إذا صدقت هذه الدراسة, ولكنني قررت أن أتوقف عن شرب البيبسي والكوكاكولا اتقاءً للشبهات, ولكن بعد ذلك وجدت في عدد من المواقع العلمية، ومنها موقع ويكيبيديا، أن الكحول الإيثيلي يتكون طبيعيًا نتيجة التخمر في عصائر الفواكه - لا سيما عصير البرتقال - بنسب ضئيلة، ولكنها تزيد عن تلك الموجودة في "البيبسي" و"الكوكاكولا"، وهذا الأمر مثبت علميًا, حيث تتحول السكريات إلى ثاني أكسيد الكربون, وكحول, ثم قرأت ما كتبه الدكتور محمد البار - صاحب كتاب "الخمر بين الطب والفقه" - وهو كالآتي: "وإذا علمنا أن الكحول يتكون في كثير من المأكولات، وجميع ما نخمره، مثل: الخمير، والخبز، والكعك، والبسكويت...، بل إن الكحول يتكون داخل أمعائنا بفعل البكتريا، فإننا نتيقن بذلك أن الكحول غير نجس" انتهى. وفي ظل هذه المعلومات تساءلت في نفسي: أليس هذا دليلًا على أن الكحول الإيثيلي ليس بنجس؛ لأنه لو كان نجسًا لكان من الممكن أن نقول: إن عصير البرتقال - على سبيل المثال - نجس لأنه يوجد به كحول - حتى لو كانت بنسبة بسيطة -؟ وطالما أن العصير دون القلتين سيتنجس بأي شيء - حتى لو كانت نسبة بسيطة من الكحول لأنه دون القلتين - ولكننا جميعًا متفقون على أن هذه العصائر طاهرة, ولا خلاف في ذلك. باختصار: طالما أن العلم أثبت أن الكحول الإيثيلي يتكون بشكل طبيعي في مأكولاتنا ومشروباتنا، أليس هذا يرجح القول الذي يميل إلى طهارته؟ أفتوني - أفادكم الله - في هذه المسألة, وأخبروني ماذا عليّ كمسلم أن أفعل بعد الدراسة الفرنسية التي أثبتت وجود كحول في "البيبسي" و"الكوكاكولا", والأمر ليس مجرد مقال, بل هي دراسة علمية أثبتت ذلك - جزاكم الله خيرًا -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل في الأشياء الحل والطهارة, وما ذكرته تلك المجلة لا نستطيع أن نبني عليه حكمًا بنجاسة هذه المشروبات, وراجع الفتوى رقم: 142903, والفتوى رقم: 124004 وما أحيل عليه فيهما لمعرفة حكم هذه المشروبات.
وأما مسألة نجاسة الكحول أو الخمر فقد سبق بيان اختلاف الفقهاء فيها, وبينا ترجيحنا للقول بنجاسته, وذكرنا أدلة ذلك في الفتوى رقم: 112455.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني