السؤال
نحن ثلاث أخوات، وإذا أعددت فطورًا وعشاء اليوم فأختي تعدهما اليوم التالي, ثم التي تليها، ولدي أخ يسب الدين كثيرًا لأتفه الأسباب، وعندما أتولى إعداد الطعام أراعي ما يحب أكله, أما الباقيات فلا، فإذا ذهبت لأقضي أيامًا عند أختي, أو إحدى قريباتي, فهنّ فقط سيتولين إعداد الطعام, وقد يتكرر كثيرًا أنهن يعددن أطباقًا لا يحبها وقد يسب الدين، فهل آثم بذلك؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان خطورة سب الدين في الفتوى رقم: 133.
ويشرع هجر الساب إذا كان فيه مصلحة, كما سبق في الفتوى رقم: 20346.
وإذا علمتن أن أخاكن يسب الدين عند إعداد طعام بطريقة ما فعليكن أن تتحرين تجنب ذلك؛ سدًا للذريعة المؤدية إلى سب الدين، كما في قوله تعالى: وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ {الأنعام:108}، وكما في قوله عليه الصلاة والسلام: إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه, قيل: يا رسول الله, وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه, ويسب أمه. متفق عليه
أما أنت فلا تؤاخذين بسب أخيك للدين عند غيبتك عن إعداد الطعام؛ إذ ليس كل ما كان ذريعة لمحرم يكون ممنوعًا بإطلاق.
جاء في أنوار البروق في أنواع الفروق: الذرائع ثلاثة أقسام:
قسم أجمعت الأمة على سده ومنعه وحسمه, كحفر الآبار في طرق المسلمين, فإنه وسيلة إلى إهلاكهم, وكذلك إلقاء السم في أطعمتهم, وسب الأصنام عند من يعلم من حاله أنه يسب الله تعالى عند سبها.
وقسم أجمعت الأمة على عدم منعه, وأنه ذريعة لا تسد, ووسيلة لا تحسم, كالمنع من زراعة العنب خشية الخمر, فإنه لم يقل به أحد, وكالمنع من المجاورة في البيوت خشية الزنى.
وقسم اختلف فيه العلماء هل يسد أم لا ؟ كبيوع الآجال عندنا ...
والله أعلم.