الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

السلام عليكمعندي مشكلة وأريد لها حلاً، أنا شاب عمري 18 عاما وأريد الجماع الجنسي مع العلم أنني أعلم بأنه محرم ولكن هل يجوز القيام بهذا العمل ولو لمرة واحدة وماهي فتوى ذلك ؟ وشكرا جزيلا والسلام عليكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد حرم الله تعالى الزنا وجعله قرين الشرك به سبحانه، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وذلك حيث قال تعالى:وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً [الفرقان:68-69].
وقد سمى الله تعالى الزنا في القرآن الكريم بالفاحشة ونهى المسلم عن الاقتراب منه فقال:وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32].
وأمر المؤمنين بغض البصر وحفظ الفرج فقال تعالى:قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [لنور:30].
وبناء على هذا يكون قد اتضح لك بالأدلة الصريحة القاطعة خطورة هذه المعصية، وأنه إذا كان الله يؤاخذ على مجرد النظرة فما بالك بممارسة الفاحشة.
وعليه فننصيحتنا لك هي أن تتوب إلى الله تعالى إذا كنت قد تجرأت على هذه الكبيرة، ثم بالمبادرة إلى الزواج إذ فيه تسكين لشهوتك المتنامية، فإن لم يكن لك قدرة عليه فعليك بالصيام، لقوله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه من حديث ابن مسعود.
ثم عليك بملازمة أهل التقوى والصلاح ومجانبة رفقاء السوء وسماسرة الرذيلة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني