السؤال
ما رأيكم في شخص له جدة (أم أمه) لا يطيقها نظرا لطبيعتها، وأفعالها التي لا تروق، ويبغضها في نفسه، ومع هذا يبتسم ويضحك معها إن دعت الضرورة؟ بارك الله فيكم.
ما رأيكم في شخص له جدة (أم أمه) لا يطيقها نظرا لطبيعتها، وأفعالها التي لا تروق، ويبغضها في نفسه، ومع هذا يبتسم ويضحك معها إن دعت الضرورة؟ بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل عدم بغض المسلم لأي مسلم، فأحرى إذا كان من جنس الوالدين؛ فقد روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا...
وأما بغض هذه التصرفات التي تصدر عن الجدة، فإن لم يصحب ذلك أي نوع من الإساءة إليها فلا يعتبر ذلك عقوقاً.
وإذا كان ما يكره من تصرفاتها من المعاصي، فيجب نصحها برفق ولين. وإن لم تستجب فيطلب الاستغفار والدعاء لها.
فقد قال صاحب رد المحتار: إذا رأى منكراً من والديه يأمرهما مرة، فإن قبلا فبها، وإن كرها سكت عنهما، واشتغل بالدعاء والاستغفار لهما، فإن الله تعالى يكفيه ما أهمه من أمرهما. اهـ.
هذا وننبه إلى أهمية البر بالأجداد فقد قال ابن المنذر: والأجداد آباء، والجدات أمهات، فلا يغزو المرء إلا بإذنهم، ولا أعلم دلالة توجب ذلك لغيرهم من الإخوة وسائر القرابات. اهـ.
وقد نص ابن حزم في كتابه مراتب الإجماع على اتفاق أهل العلم على فرضية بر الجد، فقال: «وَاتَّفَقُوا أَن بر الْوَالِدين فرض وَاتَّفَقُوا أَن بر الْجد فرض» اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني