السؤال
أريد أن أسأل - بارك الله فيكم - سؤالا بخصوص إثبات صفة الفرح لله - عزَّ وَ جلَّ - فهل الله - سبحانه وتعالى - عندما يفرح يكون فرحه كفرحنا؟ ولِمَ جاء في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن فرحه أكثر مِن الذي وجد دابته الضالة، وفي هذا الحديث مقارنة بين فرح الله وفرح العبد أي أنه يفرح بنفس فرح العبد ولكن أشد فرحا، فالذي وجد ضالته يكون ملهوفا عليها ؟
وجزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم، وجعلها في موازين حسناتكم، وجعلكم الله من عباده السابقين المقربين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شك في ثبوت صفة الفرح لله تعالى كما في قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ بِرَاحِلَتِهِ ... الْحَدِيثَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ولا يُقال إن فرح الله كفرحنا, وليس في الحديث ما يفيد هذا, والله تعالى ليس كمثله شيء، والحديث يبين أن فرح الله تعالى أشد من فرح ذلك الرجل الذي وجد ضالته وليس فيه أنه مثله في الصفة.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: في هذا الحديث: إثبات الفرح لله عز وجل؛ فنقول في هذا الفرح: إنه فرح حقيقي، وأشد فرح، ولكنه ليس كفرح المخلوقين. الفرح بالنسبة للإنسان هو نشوة وخفة يجدها الإنسان من نفسه عند حصول ما يسره، ولهذا تشعر بأنك إذا فرحت بالشيء كأنك تمشي على الهواء، لكن بالنسبة لله عز وجل لا نفسر الفرح بمثل ما نعرفه من أنفسنا؛ نقول: هو فرح يليق به عز وجل؛ مثل بقية الصفات؛ كما أننا نقول: لله ذات، ولكن لا تماثل ذواتنا؛ فله صفات لا تماثل صفاتنا؛ لأن الكلام عن الصفات فرع عن الكلام في الذات. فنؤمن بأن الله تعالى له فرح كما أثبت ذلك أعلم الخلق به، محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنصح الخلق للخلق، وأفصح الخلق فيما ينطق به عليه الصلاة والسلام. اهــ.
والله تعالى أعلم.