السؤال
ما حكم الإسلام في الذي لا يريد العمل بدعوى التفرغ للذهاب إلى المسجد( علماً بأنه يتلقى مبلغاً شهرياً من الحكومة الهولندية( الشوماج ). وجزاكم الله خير الثواب على عملكم القيم. وشكرا
ما حكم الإسلام في الذي لا يريد العمل بدعوى التفرغ للذهاب إلى المسجد( علماً بأنه يتلقى مبلغاً شهرياً من الحكومة الهولندية( الشوماج ). وجزاكم الله خير الثواب على عملكم القيم. وشكرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا حصل للعبد ما يكفيه هو ومن يعول ممن تجب عليه نفقته كالزوجة والأباء والأولاد جاز له ترك العمل، لأن طلب الكسب لا يجب عليه إلا لسد حاجته وحاجة من يعول ممن تجب نفقته، وقضاء ديونه إن كان عليه دين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت.
رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
وروى البخاري عن عمر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يبيع نخل بني النضير، ويحبس لأهله قوت سنتهم.
والجمهور من العلماء على أن الكسب الذي لا يقصد به التكاثر، مما يزيد على حاجة المرء، أفضل من التفرغ للعبادة، إذا قصد به العبد التوسل إلى طاعة الله، من صلة الإخوان، والتعفف عن وجوه الناس، وإعانة الفقراء والمعوزين، وهذا من باب الاستحباب لا الوجوب، وقد علل الجمهور ذلك بأن المتعبد ينفع نفسه فقط، والمتكسب ينفع غيره بما يعينه به من المال، وينفع نفسه بنيل الأجر والثواب على ذلك، وذلك هو خير الناس.. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى، أنفعهم للناس. رواه الطبراني في المعجم الصغير، وصححه الألباني في الصحيحة.
وبناءً على ذلك، فإنه لا مانع مما يفعله الشخص المذكور ما دام الذي يأتيه كافياً لسد حاجته وحاجة من تلزمه نفقته، واعلم أيها الأخ السائل أن الله تعالى قد يجري الأرزاق بمثل صنيع صاحبك الذي ذكرت حاله، فقد روى الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر يحترف، فشكى المحترف أخاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لعلك ترزق به. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
وقال في تحفة الأحوذي : أي أرجو وأخاف أنك مرزوق ببركته، لا أنه مرزوق بحرفتك، فلا تمنن عليه بصنعتك. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني