السؤال
كثير من الناس يحلف بالطلاق ليُرَوِّجَ سلعته، أو ليثق الناس بصدقه، أو يجبر الآخرين على تنفيذ ما يطلب منهم، أو يثبت لزوجته أنه رجل البيت، أو يحلف بالطلاق للمزاح, ويقول: الحلف بالطلاق للمزاح لا يقع، أو يتعلل أنه يحلفه وهو غاضب، رغم أن غضبه لا يفقده عقله, ويدعي أنه لا يقع متعللًا بأن الله غفور رحيم, ويرحم الكافر ويرزقه في الدنيا، رغم أنه يحلف بالطلاق يوميًا عشرات المرات, وقد يحلف بالطلاق ولو للتهديد، ليُقِر منكرًا أو ينهى عن معروف، كأن يهدد بالطلاق إن لبست زوجته، أو ابنته النقاب، أو الحجاب، أو امتنعت عن وضع مكياج وماسكرا وكريم أساس، وطلاء أظافر، ورموش، وأظافر صناعية، وعطر، وكريم, وبودرة معطرين، وكحل وعدسات ملونة، ولبس قصير أو شفاف، أو ضيق، أو بفتحة حين تخرج من بيتها, وحين تنزل أو تصعد السلم أو المصعد الكهربائي، وحين تقف بشرفة وشباك وسطح ومدخل البيت, أو تركت النمص، أو تركت وصل الشعر، أو تركت الفلج، أو تركت الوشم، أو تركت التقشير، أو رفضت طلبه بإجراء جراحة تجميل بلا ضرورة طبية ملحة، ويهدد بالطلاق إن لبست الحجاب، أو النقاب أمام أصدقائه وجيرانه وأخيه وأقاربه من الرجال غير أبيه، أو رفضت وضع مكياج أمامهم, أو رفضت السلام عليهم، أو رفضت دخولهم البيت وزوجها غائب، أو رفضت تقبيلهم، أو تقبيل أبيه، أو معانقتهم، ويهدد بالطلاق إن شجعت فريقًا منافسًا لفريقه، ويهدد بالطلاق إن تأخرت عن إحضار الطعام، أو أحضرت طعامًا غير ما طلبه، ويهدد بالطلاق إن تأخرت في تنفيذ أي طلب له, ويهدد بالطلاق إن رفضت التدخين مثله, أو رفضت إعداد حجر النارجيلة، ويهدد بالطلاق إن رفضت إعطاءه كل مرتبها, أو لم تشاهد معه صورًا وأفلامًا إباحية, أو رفضت أن يجامعها في الدبر، أو في الحيض، أو النفاس, أو في نهار رمضان، أو في الحج والعمرة, أو رفضت أن يمارس معها الجنس الفموى, ويهدد بالطلاق إن رفضت أن ترقص له, ويهدد بالطلاق إن لم تفش أسرار أسرتها، أو صديقاتها له، أو لم تتجسس على الجيران وتبلغه بأسرارهم، أو إن لم تصور له بالمحمول النساء في الأفراح وغيرها ليرى صورهن، أو إن كلمت أهلها بالهاتف، أو ذهبت لتصلهم، أو إن صاحبت زوجته أو أبناؤه وبناته صُحبة تعينهم على حفظ القرآن وأعمال الخير، أو إن التحى ابنه، أو إن لم تفضل الأبناء على البنات، أو لم تفضل ابنًا معينًا على سائر الأبناء، والأدهى أنه لكثرة الحلف بالطلاق تجد أطفالًا دون العاشرة يقولون لبعضهم: عليّ الطلاق بالثلاثة، أرجو توجيه كلمة جامعة مانعة مؤيدة بآيات قرآنية وأحاديث صحيحة لصرف المسلمين عن التساهل في التلفظ بألفاظ الطلاق ومفرداتها المختلفة، لتحصين المسلمين والمسلمات من الوقوع في الزنا دون أن يشعروا ـ والعياذ بالله -.