الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدثتني نفسي أنني عاصية قانطة من رحمة الله فاستغفرت .. فهل حبطت أعمالي؟

السؤال

بالأمس كنت أصوم قضاء، وعندما عاتبني والدي على شيء أحسست بضيق شديد, وأحسست أنني قمت بعقوقه على أجوبتي له، وكأنني قد قنطت من رحمة الله ـ والعياذ بالله ـ مع العلم أنني أعاني من الوسواس، فصارت تأتيني أشياء في قلبي, وتحدثني نفسي أنني عاصية وقانطة من رحمة الله، ولا يوجد فرق بين أن أقترفها أو لا، أو أن نفسي تحرمني من التوبة بسبب ما فعلته، وكنت في ضيق شديد وخشيت أن أخرج من الملة، فقلت: أستغفر الله حتى يختلط معه الرجاء، وأحسست أن الاستغفار كان بلساني فقط, ولم يكن بقلبي، وبعد ذلك بفترة ليست بالطويلة جدًّا قلت الشهادة وكررتها وأنا أوسوس، فهل ذهبت أعمالي هباء مع ما فعلته؟ وهل صيامي باطل؟ وماذا أفعل الآن؟ وأبي يحسب الأيام التي قضيتها وسوف يعاتبني إن قلت: إنني أريد أن أعيد صيام هذا اليوم؛ لما فعلته؟ أفيدوني - جزاكم الله خيرًا -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكل ما ذكرته لا يؤثر في صحة الصوم البتة، ولا يلزمك إعادة ذلك اليوم، بل كل هذا إنما هو ناشئ عن الوساوس التي لا علاج لها إلا الإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها، فعليك أن تجاهدي نفسك في مدافعة هذه الوساوس, وألا تعيريها اهتمامًا بالمرة، فإنها من كيد الشيطان لك ومكره بك، واعلمي أنك على خير ما دمت تجاهدينها، ولا يضرك شيء من هذه الوساوس ـ بإذن الله ـ وانظري الفتوى رقم: 147101.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني