السؤال
ما حكم الأم التي تفرق بين أبنائها وتزرع الأحقاد في قلوبهم لتمييزها لأبناء دون أبناء؟ وما المفروض أن يفعله الأبناء المكروهين؟ مع العلم أنهم يحبونها، ولكنهم كانوا ينتقدونها في كرهها لأهل زوجها ومعاملة أبنائها ومناداتهم منذ الصغر بألقاب يكرهونها، فدمرتهم نفسيا وانعكس هذا على بيوتهم، وتصديق الأبناء الآخرين، مع العلم أنهم يهادنونها طمعا فيها، والآخرون يخرجون عن شعورهم من كثرة الكبت وعدم إعطاء فرصة لسماعهم وتبرير مواقفهم، ومهما حاولوا التقرب منها فإنهم لا يشعرون أن قلبها يحنو عليهم، ونجد أن الأب كان يميل لهؤلاء الأبناء ولكنه مع الكبر انساق معها وأصبح معاديا لهؤلاء الأبناء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الشرع بالعدل بين الأولاد، ونهى عن تفضيل بعضهم على بعض حتى لا تثور الأحقاد والعداوة بينهم، ولذلك استحب أهل العلم التسوية بين الأولاد في سائر الأمور ولو بالكلمة أو القبلة، قال ابن قدامة رحمه الله:.. قال إبراهيم: كانوا يستحبون أن يسوّوا بينهم حتى في القُبَلْ.
فإن كانت هذه الأم لا تعدل بين أولادها وتؤذي بعضهم، فهي مسيئة، لكن حق الوالدين على أولادهما عظيم، ومهما كان حالهما، فإن حقهما في البر لا يسقط، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 103139، 101410، 68850.
فالواجب على هؤلاء الأولاد بر والديهم، والإحسان إليهما، والحذر من الإساءة إليهما، واعلم أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء فكيف بالوالدين اللذين هما أرحم الناس بولدهما؟ ولا مانع من مناصحة الأم بالرفق والأدب ومطالبتها بالعدل بين أولادها.
والله أعلم.