الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المال المكتسب من حرام قبل وبعد العلم بتحريمه

السؤال

عملت في الفوركس بالشراكة مع أصدقاء لي، وفي البداية كان عندي شك أنه حرام، ولكنني للأسف لم أتأكد من ذلك، ومع مرور الوقت تأكدت أنه حرام عبر الفتاوى في موقعكم، ولكن أصدقائي قالوا لي إن لديهم بعض الفتاوى أنه حلال، فانتظرت حوالي شهرين حتى يأتوا بهذه الفتوى ولكنهم لم يحضروها، وعليه أوقفت العمل بالفوركس، وسحبت مالي مع الأرباح التي كسبتها منه، فماذا أفعل بالمال المكتسب من هذه الأرباح؟ وهل يجوز أن أستخدمها في دفع إيجار المنزل الذي أستأجره، مع العلم أنني ـ والحمد لله ـ أملك قيمة الإيجار، وهل يجوز أن أنفقها على الهدايا التي تقدم في المناسبات للأقارب والأصدقاء كهدية زواج لأحد أقاربي وهو ليس بحاجة مادية؟ وهل يجوز أن آخذها على أنني لم أكن متأكدا من أنها حرام وكنت أنتظر الفتوى من قبلكم؟ وإذا كنت لا أستطيع أن أستفيد منها فيما سألت عنه، فماذا أفعل بها؟ وهل يجوز أن أوزعها على رعاية الأيتام أو الفقراء، أو في مجال المساعدة الصحية أو الوقف؟ أرجو المساعدة مع جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيشكر لك حرصك على الحلال، وتحريك له، وخشيتك من الحرام، وكفك عنه.

وأما ما سألت عنه: فجوابه أنه لا حرج عليك في الانتفاع بما اكتسبته من تعاملك السابق قبل علمك بالتحريم، فتنتفع به في سائر الأوجه المباحة سواء انتفعت به في خاصة نفسك، أو أردت أن تهب منه لغيرك، أو تتصدق منه على الفقراء والمساكين، وقد قال تعالى: فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ {البقرة:275}. وللفائدة انظر الفتوى رقم: 201874.

وأما ما اكتسبته بعد العلم بالتحريم: فإنه يجب التخلص منه بإعطائه للفقراء والمساكين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني