الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحريض الأم على الطلاق لسوء عشرة زوجها لا يجوز

السؤال

أبي وأمي دائما تحصل مشاكل بينهما، وأبي يهجر أمي في الفراش ويتجاهلها ويهينها كثيرا وهو للأسف عديم الأخلاق ودينه ضعيف ومدمن على مشاهدة الأفلام الأجنبية، وأنا وأخوتي نتأذى كثيرا من هذه المشاكل، فهل الإلحاح على أمي بالطلاق صحيح؟ رغم أنها لاتريد!!!!!!!!! بحجة أنه لن يصرف علينا !! وسيتزوج ويرث أولاده المال كله ! ولن أتزوج أنا وأختي لأن أمنا مطلقة
!وغيرها من هذه الأسباب السخيفة
ودائما تقول لا تتدخلي بيني وبينه -وكأن الأمر يعنيهما فقط-! والله لاأخفي عليكم أني حاولت الهروب من المنزل أكثر من ثلاث مرات بسبب ضيق العيش في هذا المنزل وحاولت الانتحار أيضا وهم يعلمون بكل هذا
وأخي الصغير يبلغ 11 عاما رأيت في خزانته ورقة بأنه سيهرب من البيت وقد قام بترتيب حقيبته وأمي علمت بهذا وليست مهتمة ..قد أوشكت أنا وأخوتي على الجنون التام ..
والمشكلة أننا سنذهب إلى الحج هذا العام مع أصدقاء أبي وفي كل مرة نذهب للعمرة أو الحج يقوم أبي بإذلالنا أمام كل الناس والدعاء علينا فلا نتمتع بالحج ونبكي فهل يعتبر حجنا مبرورا ومقبولا؟؟, وهو يعامل كل الناس- إلا زوجته وأولاده - بشكل ممتاز ويساعدهم ماليا ومعنويا وأخلاقه عالية معهم لذلك يظنون أننا وأمي من ينغص عليه عيشته ويلوموننا بذلك ..
, بالله عليكم ماذا نفعل ؟ وسؤالي الآخر هل ذكري هذه الأشياء لكم يعتبر من الغيبة رغم أني قلتها طالبة النصح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحق الوالد على ولده عظيم وبرّه ومصاحبته بالمعروف واجبة مهما كان حاله كما بينا ذلك في الفتوى رقم : 115982
فالواجب عليكم برّ والديكم والإحسان إليهما وطاعتهما في المعروف، وعليكم نصح أبيكم وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، مع مراعاة أن نصح الوالدين ليس كغيرهم فلا بد أن يكون برفق وأدب، ولا يكون فيه إغلاظ أو إكثار، وانظري الفتوى رقم : 134356
وليس عليك الإلحاح على أمك بطلب الطلاق من أبيك بسبب سوء عشرته لها، بل لا ينبغي لك تحريضها على ذلك ما دامت صابرة.
واحذري من وساوس الشيطان لك بالهروب من البيت، وأخطر من ذلك وسوسته لك بالإقدام على الانتحار، فالانتحار كبيرة من أكبر الكبائر، ومعصية عظيمة لا يقدم عليها مؤمن، فالمؤمن لا ييأس من رحمة الله أبداً، وراجعي الفتوى رقم : 10397
واعلمي أنّ الغيبة محرمة لكنّها تباح في بعض المواضع لمصلحة شرعية كالتظلّم وطلب المشورة، وعليه؛ فذكرك مساوئ أبيك بغرض المشاورة وطلب النصح جائز، وانظري الفتوى رقم : 6710، والفتوى رقم: 6082
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني