الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك الجدال يتأكد في حق الأبوين

السؤال

أن أمي لا تقتنع برأيي، ولكنني أرى أنه صواب وعلى حق، ولكنها تصفني بالمتحجرة. فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه يندب للمسلم عند احتدام الجدال بينه وبين غيره، أن يترك هذا الجدال، ويتنازل لصاحبه، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك الجدال وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. رواه أبو داود، وحسنه الألباني.

ويؤكد هذا ويعضده، ما جاء في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ [المؤمنون:96]. وقوله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت:34].

ويتأكد هذا الحكم، بل قد يصير واجباً، إذا كان الجدال واقعاً بين الابن وأحد أبويه، لأن الله تعالى أكد لهما على حق زائد عن بقية الأقارب والأرحام، فحث على طاعتهما، وحذر من إيذائهما، فقال تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء:23]. وقال تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [الإسراء:23].

وقال صلى الله عليه وسلم، لجاهمة السلمي حينما جاء يستأذنه للغزو: هل لك من أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها، فإن الجنة تحت قدميها. رواه النسائي. ولمعرفة المزيد عن طاعة الوالدين وفضلها راجعي الفتاوى التالية: 17264، 13930، 19310.

والخلاصة: أنه يجب عليك احترام والدتك وطاعتها بالمعروف، فلا تجوز لك مخالفتها ما لم تأمر بما يخالف أمر الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني