السؤال
يا شيخ ما حكم من تشاجرا وقال أحدهما: والله ما أخليك لو أتى النبي. وهو لم يقصد سب النبي، ولا يقصد انتقاص النبي. هو قالها لكي يخبر الرجل الذي أمامه أن من المستحيل أن يتركه وشأنه. وبعدها اغتسل وصلى ركعتين، وتشهد، وتاب من جميع ذنوبه، وصلح حاله أحسن من قبل.
فهل هو الآن مسلم؟ وهل تقبل صلاته وصيامه وصدقاته؟ وهل إذا جاهد في سبيل الله ومات هل هو شهيد؟
يا شيخ هو الآن صلح حاله، ويريد أن يطلب العلم، وكل أوقاته استغفار لله، وتسبيح، وتحميد. وهل هذا الذي حصل معه يعتبر خيرا له؛ لأن حاله صلح بعدها جدا جدا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن هذا القول منكر، ولا ينبغي أن يصدر من مسلم، لكن لا يصل هذا القول إلى الكفر بمجرده؛ لأنه ليس صريحا في الانتقاص من مقام النبي صلى الله عليه وسلم. وما دام هذا الأخ قد تاب وأناب، فإن التوبة تهدم ما كان قبلها، والله عز وجل يغفر بالتوبة جميع الذنوب الشركَ فما دونه، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
والله أعلم.