الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من أخذ مالا من جهة ما بغير حق ولا يعلم قدره بالضبط

السؤال

عندما كنت في المرحلة الابتدائية، كنت أبيع في مقصف حلقة القرآن. وكنت آخذ ما أريد مجانا، فلا يوجد من يتابعني. وإن كنت أقر أنني مخطئة- عفا الله عني- إلا أنني ألوم إدارة الدار التي تسلم المقصف لطالبة صغيرة.
ما يهمني الآن أنني أريد سداد هذا المبلغ الذي أرهقني التفكير فيه، وقد قدرته تقديرا ربما يصيب وربما يخطئ، ولكني لا أستطيع الوصول لهذه الدار لبعد المسافة، ولم أجد لهم حسابا أستطيع تحويل المبلغ له. ولأني لا أستطيع إيصاله عن طريق أحد لحرجي الشديد في إخبارهم بما حصل.
هل يجوز أن أدفعه لحلقة القرآن القريبة من بيتنا؛ لأن الهدف واحد لهما؛ ولأن المال ليس لشخص بعينه؟
أفتوني مأجورين.
علما أنني كلما جمعت مبلغا صرفته؛ لأنني لا أستطيع إيصاله للجهة المطلوبة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت لا تعرفين المبلغ بالتحديد، فإنك تقدرين قيمة ما أخذتيه بما يغلب على ظنك إبراء ذمتك به، والأصل أنه يجب عليك رد ذلك الحق إلى الجهة التي أخذته منها. وبعد المسافة والحرج الذي ربما تجدينه ليسا عذرا في عدم إيصال الحق، ولا يجب عليك الإخبار بما حصل منك، بل الواجب هو إيصال الحق لأصحابه بأية طريقة أمكنتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني