الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تكلم بكلام دون قصد أو نية فلا يترتب عليه شيء

السؤال

شيخنا الفاضل: أنا كثير الحديث، وفي بعض الأحيان يسبق لساني، وأتلفظ بألفاظ دون قصد أو نية. ذات يوم كنت أتناقش مع أمي حول عري البنات، ولباسهن الفاضح. فقلت لأمي: لو زوجتي تلبس لباسا فاضحا، فلن أبقى معها لحظة واحدة.
هل يترتب عن هذه المقولة حكم شرعي، مع العلم أني غير عاقد على أي أخت. أتمنى جوابا شافيا كي يرتاح قلبي.هل يترتب حكم شرعي في صورة لو كانت وتحدثت مع أمي بهذه المقولة؟؟؟
وأتمنى نصيحة كيف أتحكم في لساني وألفاظي.أقسم بالله العظيم همي العفاف، والستر، وطاعة الله جل جلاله.
وهل عندما يسبق اللسان بألفاظ دون قصد يترتب عن ذلك حكم شرعي؟؟
وبارك الله فيكم، ونفع الله بعلمكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا سبق اللسان باللفظ من غير قصد التلفظ به أصلا، فلا يترتب عليه شيء؛ لأن هذا خطأ، وهو معفو عنه؛ قال تعالى في دعاء المؤمنين: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:286}. ثبت في صحيح مسلم أن الله تعالى قال: قد فعلت. أي استجاب هذا الدعاء. وصح في سنن ابن ماجه عن ابن عباس- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه.

وقولك: " لو زوجتي تلبس لباسا فاضحا فلن أبقى معها لحظة واحدة " لا يترتب عليه شيء ولو قصدت بذلك الطلاق؛ لأنه وعد بالطلاق، وهو لا يقع بمجرده الطلاق كما بينا في الفتوى رقم: 294523. وهنالك خلاف بين الفقهاء في حكم تعليق الطلاق قبل الزواج أوضحناه في الفتوى رقم: 103069.

والتحكم في اللسان وضبط الألفاظ أمر سهل، وذلك بأن يعود الإنسان نفسه على أن يحفظ لسانه إلا من خير. ومن تعود شيئا اعتاده. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 96419.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني