الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سفر الولد للتعلم ببلاد الغرب دون رغبة والديه

السؤال

طلبت من ابني ـ وعمره 18 سنة ـ كثيرا ألا يهاجر إلى بلد غربي، لأنها بلاد كفر، لكنه أصر وقال إنه يريد أن يدرس برمجة الكمبيوتر هناك ليفيد بلده، وأنه استخار واستشار، ثم سافر وقال لنا سأعمل حتى لا أكون عالة على الدولة وأفتح مخي لزملائي هنا لآخذ الأفكار المتقدمة منهم وأترك السيئ وسأسكن مع أحد المسلمين في شقة واحدة، فبكيت وقلت له ستتأثر بالسيئ في زملائك وبالمجتمع كله بعد فترة ولا بد وستعتاد كثرة المال فيصرفك ذلك عن الدراسة التي سافرت من أجلها، وألححت عليه بالعودة وقلت له كلاما معسولا لكنه طلب مني ألا أكلمه في هذا الموضوع مرة أخرى وأصبح قلبه كالحجر وقاطعني، فماذا أفعل؟.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد نص أهل العلم على أنه يجوز للولد السفر للعلم أو التجارة ونحوهما دون إذن والديه إن كان الطريق مأمونا، ولا يخشى أن يلحقه ضرر، ولا يخشى عليهما الضياع بسفره، وقد نقلنا كلامهم في ذلك في الفتوى رقم: 105345.

وبناء على هذا، فلا حرج على ابنك في البقاء هنالك للدراسة ولو كرهت ذلك إذا كان آمنا، وأما إن كان يخشى على دينه أو نفسه، فالواجب عليه الرجوع إلى بلده، ويتأكد ذلك بأمرك إياه بالعودة، وراجعي الفتويين رقم: 108355، ورقم: 1549.

وإن كان الحال ما ذكرت من أنه منعك الكلام معه في هذا الموضوع وقاطعك فهو مسيء بذلك إساءة بالغة، لكون هذا نوعا من العقوق.

ونوصيك بالدعاء له على كل حال بالعافية والهداية والتوفيق، وأن يرده إليك سالما غانما، فدعوة الوالد لولده مستجابة، ففي سنن ابن ماجه، وحسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات يستجاب لهن ـ لا شك فيهن ـ دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني