السؤال
ماهو أفضل عمل صالح بعد الفرائض؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في أي الأعمال بعد الفرائض أفضل، فقال بعضهم الجهاد، وبعضهم قال العلم، وبعضهم قال الصلاة، وفصل شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- فرأى أن أفضل الأعمال يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص.
قال رحمه الله: وَهَذِهِ الثَّلَاثُ -الصلاة، والعلم، والجهاد- هِيَ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ بِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَفْضَلُ مَا تَطَوَّعَ بِهِ الْإِنْسَانُ الْجِهَادُ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: أَفْضَلُ مَا تَطَوَّعَ بِهِ الصَّلَاةَ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَمَالِكٌ: الْعِلْمُ. وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ كُلًّا مِنَ الثَّلَاثَةِ لَا بُدَّ لَهُ مِنَ الْآخَرِينَ، وَقَدْ يَكُونُ هَذَا أَفْضَلَ فِي حَالٍ، وَهَذَا أَفْضَلَ فِي حَالٍ، كَمَا كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَخُلَفَاؤُهُ يَفْعَلُونَ هَذَا وَهَذَا وَهَذَا، كُلٌّ فِي مَوْضِعِهِ بحسب الحاجة والمصلحة. انتهى.
وقال -رحمه الله- في موضع آخر: وأما ما سألت عنه من أفضل الْأَعْمَال بعد الْفَرَائِض، فَإِنَّهُ يخْتَلف باخْتلَاف النَّاس فِيمَا يقدرُونَ عَلَيْهِ، وَمَا يُنَاسب أوقاتهم، فَلَا يُمكن فِيهِ جَوَاب جَامع مفصل لكل أحد، لَكِن مِمَّا هُوَ كالإجماع بَين الْعلمَاء بِاللَّه وَأمره أَن مُلَازمَة ذكر الله دَائِما هُوَ أفضل مَا شغل العَبْد بِهِ نفسه فِي الْجُمْلَة .... إلى أن قال: وعَلى ذَلِك إذا تدبرت لم تَجِد بَين الْأَوَّلين فِي كلماتهم فِي أفضل الْأَعْمَال كَبِير اخْتِلَاف، وَمَا اشْتبهَ أمره على العَبْد فَعَلَيهِ بالاستخارة الْمَشْرُوعَة، فَمَا نَدم من استخار الله تَعَالَى، وليكثر من ذَلِك وَمن الدُّعَاء؛ فَإِنَّهُ مِفْتَاح كل خير. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني