الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب الوضوء على من اغتسل بدون نية للغسل

السؤال

عندما أغتسل أعلم أنه يجب علي غسل يدي، ثم عضوي، ثم كافة المناطق المخفية في جسدي، ثم الوضوء.
سؤالي هو: بعد الوضوء عندما أبدأ في غسل الجسد بالماء 3 مرات، هل أبدأ بالجزء الأيمن ثلاث مرات، ثم الأيسر ثلاث مرات، أم الأيمن مرة ثم الأيسر مرة وهكذا حتى أفرغ كل جانب ثلاث مرات. والطريق الأخيرة تلك أعتقد أني قرأتها في فتوى من الفتاوى هنا: الأيمن ثم الأيسر، ثم الأيمن، ثم الأيسر، ثم الأيمن ثم الأيسر؟
وهل عندما أنهي الغسل أكون متوضئا أم يجب أن أعيد الوضوء؟
وإذا كنت أستحم بدون نية للغسل. فهل أكون متوضئا أم يجب علي الوضوء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته أولا من أنه تجب البداءة بغسل العضو إلخ. كلام غير صحيح، والغسل له صفتان: صفة مسنونة وهي الكاملة، وصفة واجبة وهي المجزئة، وقد بينا هذا بما يمكنك مراجعته في الفتاوى التالية أرقامها: 219946، 180213، 41097.

وأما غسل الشق الأيمن ثلاثا، والأيسر ثلاثا فهو من المستحبات، وإنما الواجب تعميم البدن بالماء، وكيفية ذلك أن يصب الماء على شقه الأيمن ثلاث مرات، ثم على شقه الأيسر ثلاث مرات.

قال المحلي- رحمه الله- في شرح المنهاج: (وَيُدَلِّكُ) بَدَنَهُ خُرُوجًا مِنْ خِلَافِ مَنْ أَوْجَبَهُ (وَيُثَلِّثُ) كَالْوُضُوءِ فَيَغْسِلُ رَأْسَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ شِقَّهُ الْأَيْمَنَ ثَلَاثًا، ثُمَّ الْأَيْسَرَ ثَلَاثًا. انتهى.

ومن اغتسل غسلا واجبا ليرفع حدثه الأكبر، فإن حدثه الأصغر يرتفع كذلك ولو لم ينو رفعه على الراجح، وإنما يجزئ عن الوضوء غسل الجنابة، وأما الغسل المسنون أو غسل التنظف والتبرد فلا يجزئ عن الوضوء، وعليه فلا يلزم إعادة الوضوء بعد غسل الجنابة إلا إذا أحدث المغتسل في أثناء غسله؛ وانظر الفتوى رقم: 128234.

وبه تعلم أنك إذا اغتسلت بدون نية، وجب عليك الوضوء بعده، ولا يجزئك عن الوضوء إلا غسل الجنابة كما ذكرنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني