الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر عن جعفر الصادق عن نبي الله موسى في الشكر

السؤال

ما صحة هذا القول: قال الصادق عليه السلام: أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى - عليه السلام - : يا موسى! اشكرني حق شكري، فقال: يا رب! فكيف أشكرك حق شكرك، وليس من شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به عليّ؟ قال: يا موسى! الآن شكرتني حين علمت أنّ ذلك مني"؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نجد هذا الأثر عن جعفر الصادق - رحمه الله تعالى - في كتب أهل السنة بهذا اللفظ، ,وقد روى الخرائطي في فضيلة الشكر، وابن عساكر في تاريخ دمشق، عن أبي عمرو الشيباني، قال: قال موسى لربه يوم الطور: أي رب، إن كلمتني فمن قِبلك، وإن صليت فمن قِبلك، وإن صمت فمن قبلك، وإن أرسلتني فمن قبلك، وإن بلغت رسالتك فمن قبلك، فكيف أشكرك؟ قال: يا موسى! الآن علمت أنك قد شكرتني، حيث علمت أنه من قبلي.

وروى الإمام أحمد في كتاب الزهد، وابن أبي الدنيا في كتاب الشكر، والبيهقي في شعب الإيمان، عن أبي عمران الجوني، عن أبي الخلد، قال: قرأت في مسألة موسى - عليه السلام - أنه قال: كيف لي أن أشكرك، وأصغر نعمة وضعتها عندي من نعمك لا يجازى بها عملي كله، قال: فأتاه الوحي أن يا موسى: الآن شكرتني.

وروى ابن أبي حاتم في تفسيره، والبيهقي في شعب الإيمان، عن زيد بن أسلم، أن نبي الله موسى - عليه السلام - قال: يا رب، قد أنعمت عليّ كثيرًا، فدلني أن أشكرك كثيرًا، قال: اذكرني كثيرًا، فإذا ذكرتني كثيرًا، فقد شكرتني كثيرًا، وإذا نسيتني فقد كفرتني.

وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي قرة اليماني قال: ذكر ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه قال: قال داود: يا رب، قد أنعمت عليّ كثيرًا، فدلني على أن أشكرك كثيرًا، قال: "اذكرني كثيرًا، فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذا نسيتني فقد كفرتني".

وأورد ابن رجب في جامع العلوم والحكم بعض هذه الآثار، وغيرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني