الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلت لزوجتي: "أنت طالق بعد مائة عام" فما الحكم؟

السؤال

أنا أرسلت السؤل البارحة، بخصوص الوسواس القهري في الطلاق؛ وهناك أمورًا لم أذكرها لضيق الوقت، أولًا: كنت أقرأ في فقه السيد سابق، وقرأت أن الطلاق المعلق على زمن، لا يقع إلا إذا جاء الزمن المعلق عليه، وهذا ما دفعني إلى أن قلت لزوجتي: "أنت طالق بعد مائة عام؛ اعتقادًا مني أن هذا الزمن لن يدركنا" ومر على هذا الأمر فترة لا أذكرها، وبعد ذلك أصبت بالوسواس القهري، وأصبحت كثير التردد على لجنة الفتوى، وفي يوم اتصلت عليهم هاتفيًا لما تذكرت هذا الأمر، فأفتاني الشيخ، وقال لي: إن الطلاق ليس محلًا للهزل، وهو واقع، واللفظ هو: "أنت طالق بعد مائة عام" فأخذت بتلك الفتوى، وبعد فترة ذهبت لأسأل عن حكم الرجعة؛ لأني لم أكن أعرف بوقوع الطلاق، وكنت آخذ بالفتوى التي قرأتها في فقه السيد سابق، فلما عرفوا أني موسوس، قالوا لي: إن هذا الطلاق غير واقع؛ لأنه غير منجز، فأخذت بهذه الفتوى منذ زمن طويل - حوالي عامين، أو أكثر، لا أذكر - وبعدها لم أطمئن للأمر، فسألت مرة أخرى من أفتاني بأنه واقع، وبعد فترة كنت أسأل شيخًا عن مسألة أخرى، فقال لي: كم مرة طلقت؟ فقلت له هذه القصة، فقال لي: اترك لي الأمر لأبحثه، وبعدها قال لي: إن الطلاق في المستقبل لا يقع إلا إذا جاء الزمن الذي علقت عليه، وأنا الآن في أشد حيرة، فلا أعرف بأي الأقوال آخذ، وإذا أخذت بالوقوع، فما حكم الرجعة؟ وأنا لا أعرف هل كانت حاملًا، ووضعت في هذا اليوم أم لا؛ لأني لا أذكر الوقت تحديدًا؛ لأن هذا وقع منذ زمن بعيد - حوالي سبعة أعوام - وإذا أخذت بأنه واقع فهل النية في الرجعة لا تلزمني، كما أفتاني أحد المشايخ عندنا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الطلاق غير نافذ.

قال خليل - المالكي - في مختصره: ولا يحنث إن علقه بمستقبل ممتنع، كإن لمست السماء، أو ... أو لا يشبه البلوغ إليه.

قال عليش في منح الجليل شرح مختصر خليل: (لَا يُشْبِهُ) أَيْ يُمْكِنُ (الْبُلُوغُ) أَيْ: الْحَيَاةُ مِنْهُمَا مَعًا (إلَيْهِ) عَادَةً، كَقَوْلِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ بَعْدَ مِائَةِ سَنَةٍ.

فأعرض عن هذه الوساوس، ولا تلتفت إليها، واحذر من مجاراتها؛ فإن عواقبها وخيمة.

وللمزيد فيما يتعلق بالأمور المعينة على التخلص من الوساوس راجع الفتاوى: 39653 ، 103404، 97944 ، 3086، 51601.

وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني