السؤال
كنت أصلي، وعند الرفع من الركوع كنت أرفع يدي حذو المنكبين تطبيقًا للسنة، وعندما أعتدل واقفًا أسدل يدي، فتظلان تتأرجحان، ولا تتوقفان إلى أن أهوي للسجود، فهل هذا مخل بالطمأنينة؟ ثم إني أريد السؤال بالتحديد عن مسألة: لم أكن جاهلًا بفرض الطمأنينة، ولكني فقط لا أنتبه، وأصلي على هذه الحال لمدة سنين، وذات يوم وأنا أصلي انتبهت فجأة، وعلى فرض أن هذا مخل بالطمأنينة، فهل الناسي يلحق بالجاهل في فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية بعدم الإعادة؟ وهل أعيد ما صليته فيما مضى على حسب فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالطمأنينة ركن في أفعال الصلاة، ومنها القيام بعد الرفع من الركوع.
وحدُّها كما قال المرداوي في الإنصاف: والطمأنينة في هذه الأفعال بلا نزاع، وحَدُّها حصولُ السكون، وإن قل على الصحيح من المذهب ... اهـ.
وقال أيضًا: وقيل: بقدر الذكر الواجب. اهــ.
وليس من لازمها أنه لا يتحرك شيء من بدنه، فما دمت قد قمت من الركوع، وسكن صلبك أثناء القيام، قدر ما يؤدى فيه الذكر الواجب، فقد حصلت الطمأنينة, ومجرد تحريك اليدين قليلًا لا يضر, ولا تطالب بإعادة ما مضى من الصلوات، فصلاتك صحيحة، ولا نخفيك أننا لمسنا من هذا السؤال، وبعض أسئلتك السابقة، أنك مصاب بالوسوسة، فننصحك بالبعد عنها، وعدم الاسترسال معها.
والله تعالى أعلم.