الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طلب الزوجة الطلاق بسبب إفشاء الزوج لأسرار البيت

السؤال

سؤالي عن إفشاء الأسرار الزوجية: زوجي يتكلم عن مشاكلنا للناس، عند حدوث أصغر مشكلة، وأتفه مشكلة، يتصل بأبي، ويخبره، أنا أتحمل منه كل شيء حتى إنه كان يضربني، ولم أخبر أهلي بذلك حفاظاً على صورته أمام أهلي، وحفاظاً على أسرار منزلنا، لكن أن يتحدث عن مشاكلنا لأهلي، وأمه، ومرة لصديقه. هل هذا جائز؟
صبرت عليه سبع سنوات ولم يتغير، أنا صبورة، ومستعدة أن أتحمل كل شيء للحفاظ على أسرتي، لكن إلا هذه الصفة، كل الأزواج يتشاجرون، ولكن ليس كل زوج يخبر الناس بمشاكل بيته، لقد تعبت، ويئست منه.
هل أكون آثمة إذا طلبت الانفصال لهذا السبب، مع العلم أنني صبرت عليه سبع سنوات دون جدوى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي للزوجين أن يسعيا لحل ما بينهما من الخلاف دون إخبار أحد من الناس؛ لأنّ اطلاع غيرهما على ما يحصل بينهما قد تترتب عليه مفاسد، وقد يؤدي إلى توسيع دائرة الخلاف، وزيادة المشكلات، لكن إذا لم يقدر الزوجان على حل الخلافات إلا بتدخل غيرهما، أو كان في إخبار غيرهما مصلحة راجحة، فالإخبار حينئذ لا بأس به، بل هو مطلوب للإصلاح وليس من الإفشاء المذموم للأخبار؛ وراجعي الفتوى رقم: 173325.
واعلمي أنّ المرأة منهية عن سؤال الطلاق لغير مسوّغ، أما إذا كانت تطلب الطلاق دفعاً لأذى أو ضرر يلحقها من زوجها، فلا حرج عليها في سؤاله؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ. رواه أحمد.

قال السندي: أَيْ فِي غَيْرِ أَنْ تَبْلُغَ مِنَ الْأَذَى مَا تُعْذَرُ فِي سُؤَالِ الطَّلَاقِ مَعَهَا. حاشية السندي على سنن ابن ماجه.
فالذي ننصحك به أن تصبري على زوجك، وتعاشريه بالمعروف، وتتفاهمي معه، وتبيني له أنّه لا ينبغي له أن يخبر أحداً بكل خلاف بينكما، وإنما ينبغي عليكما أن تتعاونا على حلها بينكما ما استطعتما إلى ذلك سبيلا، ولمزيد من الفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني