الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإمساك أم الفراق لزوجة أقامت علاقة مع أجنبي هاتفيا ثم أعلنت التوبة

السؤال

أرجو إبلاغي بحكم الإسلام في زوجة عاشت مع زوجها عشر سنوات وأنجبت أربعة أطفال، وكانت بينهما مشاكل، وتركت بيت الزوجية لشهور عدة مرات، لكن الزوج كان حريصا على الأسرة، وفي الشهور الماضية تسببت في إصابته إصابة بالغة في قدمه دون قصد، وبدلا من أن تهتم به لبسها الشيطان وأهملته تماماً وهجرته في الفراش وازدادت المشادات، ثم شعر أنها تعرفت على رجل والد صديقة ابنتها، فحذرها فنفت ذلك، وبعد أربعين يوما اكتشف بواسطة فاتورة الموبايل، فراوغت ثم اعترفت أنها تكلمه على الهاتف في مختلف الأوقات، وتبكي أمامه، وقابلته مرتين في أماكن عامة، وأبدت أسفها الشديد ورغبتها في استمرار الزواج، لكن زوجها ليست لديه ثقة بها بسبب ما حدث وما يمكن أن يحدث في المستقبل، ولم يعد يريدها، وإنما من أجل الأطفال فقط، وهي تريد إعطاءها فرصة تحت الاختبار، مع أنها عاشت معه عشرة أعوام في مستوى حياة مرفهة جدا، وكانت علاقتهما الزوجية كرجل وامرأة ناجحة جدا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت هذه الزوجة قد أظهرت التوبة والرغبة في الاستقامة والمعاشرة بالمعروف، فينبغي على زوجها إمساكها ومعاشرتها بالمعروف، فإنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا عادت لمثل هذه العلاقات والأفعال المحرمة أو ظهر له من أمرها ريبة، فالأولى حينئذ أن يفارقها، وننبه إلى أن الواجب على الرجل أن يقوم بحقّ القوامة على زوجته، ويسدّ عليها أبواب الفتن، ويقيم حدود الله في بيته، فيجنبها الخلوة والاختلاط المريب ويلزمها بالستر والاحتشام، ويعلمها ما يلزمها من أمور دينها، ثم يحسن الظنّ بها، وفي ذلك وقاية من الحرام وأمان من الفتن وقطع لطرق الشيطان ومكائده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني