السؤال
أنا شاب أعزب فقير، فهل يمكن أن يكون بي سحر أو جن، أو عمل لي أحد عملا يجعلني أمارس الاستمناء طوال حياتي؟ أم أن ممارسة الاستمناء قضاء وقدر وليس لي أي تدخل فيه؟ علما بأنني أمارس الاستمناء منذ سنوات وحتى يومنا هذا، وأحيانا أجدني مسلوب الإرادة ولا أستطيع أن أقاوم، فأقوم بالاحتكاك بالوسادة حتى الاستمناء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه ليس عندنا ما يجزم به في سبب ما ذكرت، ولكنا نسأل الله لك العافية، وننصحك بأن تبعد عن ذهنك تخيل السحر والمس، وأن تتحصن دائما بالأذكار المأثورة، وأن تعزم على البعد عن العادة السيئة المحرمة الضارة، كما قدمنا في الفتويين رقم: 7170، ورقم: 24126.
فعليك أن تجد في التخلص منها مع استحضار مراقبة الله وخشيته وشغل الوقت بالأشياء النافعة المفيدة، واستعن على ذلك بصحبة أهل الخير ومجالستهم، وابتعد عن المناظر المحرمة والفراغ والتفكير في أمور الشهوات، واحرص على سؤال الله عونك على الزواج وعلى الكسب الحلال، وأن يغنيك بالحلال عن الحرام، واحرص على الزواج، وثق بوعد الله تعالى وصدق قوله تعالى: إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}.
وقد أخرج النسائي والترمذي، وحسنه الألباني عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أنه قال: أمر الله سبحانه بالنكاح ورغبهم فيه، وأمرهم أن يزوجوا أحرارهم وعبيدهم ووعدهم في ذلك الغنى، فقال: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. انتهى.
وأخرج أيضا بسنده عن ابن مسعود أنه قال: التمسوا الغنى في النكاح، يقول الله: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. انتهى.
وذكر ابن كثير في تفسيره أن أبا بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ قال: أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، ينجز لكم ما وعدكم به من الغنى، قال تعالى: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. انتهى.
وأخرج عبد الزراق، وذكره القرطبي في تفسيره: أن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: عجبي ممن لا يطلب الغنى في النكاح، وقد قال الله تعالى: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. انتهى.
وقال القرطبي في تفسيره: وهذا وعد بالغنى للمتزوجين طلب رضى الله، واعتصاماً من معاصيه. انتهى.
وقال الشنقيطي في أضواء البيان: فيه وعد من الله للمتزوج الفقير من الأحرار والعبيد بأن الله يغنيه، والله لا يخلف الميعاد... ثم سرد الآيات التي وعدت بالرزق لمن أطاع الله واتقاه.... إلى أن قال: والظاهر أن المتزوج الذي وعده الله بالغنى هو الذي يريد بتزويجه الإعانة على طاعة الله بغض البصر، وحفظ الفرج، كما بينه النبي في الحديث الصحيح: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ـ وإذا كان قصده بالتزويج طاعة الله بغض البصر، وحفظ الفرج، فالوعد بالغنى إنما هو على طاعة الله بذلك. انتهى.
والله أعلم.