الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقصود بالندم المحقق للتوبة

السؤال

من شروط التوبة الندم، فما هي الشروط الواجب فعلها لكي أندم وأظهر هذا الندم لله سبحانه وتعالى؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فأما ما يجب فعله لكي تندم: فجوابه أن تحقيق الندم يكون بتمنيك الصادق أنك لم تفعل المعصية وغمك لأنك فعلتها، وهذا هو الندم, قال الجرجاني في التعريفات: هو غم يصيب الإنسان ويتمنى أن ما وقع منه لم يقع. اهـ.

ولا شك أن الندم من شروط التوبة, وفي الحديث: النَّدَمُ تَوْبَةٌ. رواه أحمد وابن ماجه.

والمعنى أنه أعظم أركانها, قال الحافظ في الفتح: الْمَعْنَى الْحَضُّ عَلَيْهِ وَأَنَّهُ الرُّكْنُ الْأَعْظَمُ فِي التَّوْبَةِ لَا أَنَّهُ التَّوْبَةُ نَفْسُهَا. اهـ.

ويقصد به أيضا الندم على الوقوع في المعصية لكونها معصية لا لغرض آخر, قال في حاشية السندي: قوْلُهُ: النَّدَمُ ـ أَيْ: عَلَى الْمَعْصِيَةِ، أَيْ: لِكَوْنِهَا مَعْصِيَةً، وَإِلَّا فَإِذَا نَدِمَ عَلَيْهَا مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى كَمَا إِذَا نَدِمَ عَلَى شُرْبِ الْخَمْرِ مِنْ جِهَةِ صَرْفِ الْمَالِ عَلَيْهِ فَلَيْسَ مِنَ التَّوْبَةِ فِي شَيْءٍ. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني